الحب هو نسيان التعب مقابل لذة العطاء .. وهل هناك حب يعادل حب الوالدين !! مع والدينك لايجي خاطرك شين .. تراك ماسويت فيهم بتجنيه احرص عليهم دام للحين حيين .. كم واحد وده ولا عاد يمديه أخي الغالي : ساعد العاجز وبر بوالدينك وانا اضمن لك شعورك بالسعادة … حقا ثقافة البر بالوالدين والوعي بذلك اختفت قليلا فيما أشغل الناس بما هو المتداول في الإعلام فنجد من هو مقصر في هذا الجانب فمفهوم البر في اللغة الصدق والطاعة والخير والفضل واصطلاحا التوسع في فعل الخير والفعل المرضي الذي هو في تزكية النفس وبر الوالد التوسع في الإحسان إليه وتحري محابه وتوقي مكارهه والرفق به وضده العقوق .. ماجعلني اكتب اليوم هو الواقع في هذا الزمن ومانسمعه من انواع القصص المبكية والله .. يا إخوة .. ماذا عن تلك اللحظة التي عشتها بنفسي وانا اودع والدي الذي طالما كنت لا احب ان اسمع صراخه علي يوما !! قسما اني احتاج وابحث عن تلك الصراخات والنصايح ولا أجد .. ماذا عن اللحظة الأخيرة التي يودعك فيها احد من والديك بآخر نظرة !! لم التقصير في حق من تعب وشقى وسعى حتى وصلنا لما فيه الآن !! قصص مبكية نسمعها وهل لم نجد ضحية وسببا لأحوالنا إلا من أحسن إلينا منذ الصغر !! وقفة تأمل وتساؤل .. ماذا لو سمعنا او وصلنا خبر وفاة احد منهما ونحن مشغولين عنه !!! كل شيء يعوض الا الوالدين وانا اقسم واجزم ان لن تجدوا احدا بشعورهم وإحساسهم فيك .. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : الوالد أوسط أبواب الجنة فإن شئت فأضع هذا الباب او احفظه .. رواه الترمذي وصححه الألباني الم نلاحظ أن الله قد قرن توحيده وهو أهم شيء في الوجود بالإحسان للوالدين ليس ذلك فقط بل قرن شكره بشكرهما أيضا ( وقضى ربك أن لاتعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا .. ) ( أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير ) إلى متى سنبقى في التأجيل المستمر للتفكير في برنا لوالدينا ؟ إلى متى سيبقى الوقت لم يحن للبر ؟ وكأننا ضمنا معيشتهم أبد الدهر وغفلنا عن هذا الكنز الذي تحت أبصارنا ولكننا للأسف لم نره .. أما مللنا من التذمر بشأن والدينا !! وكفانا قولا بأنهم لايتفهموننا … لماذا نظن أن برنا لوالدينا هو كرم من عندنا !! أو شيء يمكن فعله أو تركه .. كلا اخوتي انه واجب علينا ولا ننسى فضل والدينا علينا ولا ننسى الأيام التي قضوها في التربية والتعليم والتوجيه ولاننسى تضحياتهم من أجلنا .. أنسينا الحنان ؟ حنان أمنا الذي لايذبل حتى لو بلغنا من الكبر عتيا ؟ ألم نعلم أن الحنان هو فطرة الأم ليس فقط في الإنسان وإنما في كل الحيوانات .. امرأة عجوز ذهب بها ابنها الى الوادي عند الذئاب يريد الانتقام منها وتسمع المرأة اصوات الذئاب فلما رجع الإبن ندم على فعلته وتنكر في هيئة حتى لاتعرفه أمه فغير صوته وغير هيئته فاقترب منها قالت له يا أخ لو سمحت هناك ولدي ذهب من هذا الطريق إنتبه عليه لاتأكله الذئاب .. ياسبحان الله .. يريد أن يقتلها وهي ترحمه … هكذا تصنع الذنوب وهكذا يصنع العقوق بالأمهات .. هذا جزاء الأم التي تحمل في جنباتها قلبا يشع بالرحمة والشفقة على أبنائها ؟ أخي .. من هذه اللحظة قررت أن أبر والداي .. ولكن لا أعرف كيف ذلك فأنا لم أعتد عليه من قبل !! أما لهذه .. فتوكل على الله في ذلك فهو الذي يعينك على كل معروف والبر لايقتصر أجره على ثواب الآخرة فقط بل له فائدة وتوفيق من الله في الدنيا أيضا .. وفي الختام أخي الكريم .. أختي الفاضلة .. أبكي !!! نعم ابكي على مافات من وقت اضعته دون بر لوالديك .. وابك أكثر واكثر ان خرجت من هنا دون عزيمة حازمة على بر والديك من هذه اللحظة .. ادعوكم جميعا اخوتي في الله ان لاتخرجوا من هنا الا وقد عاهدتم الله انه من كان بينه وبين والديه شنان او خلاف ان يصلح مابينه وبينهم ومن كان مقصرا في بر والديه فعاهدوا الله من هذه اللحظة أن تبذلوا وسعكم في بر والديكم .. أيها البارين .. اثبتوا أيها العاقين .. توبوا أيها الغافلين .. باشروا أيها المشرفين .. ثبتوا والله ليست هناك فرحة تعادل فرحة رضا الوالدين ودعائهم لك رب ارحمهما كما ربياني صغيرا بقلم :أ- معاذ الحجازي