مع كل الأبحاث العقيمة التي تحدثت عن فايروس كورونا ومكافحته, والأخبار اليومية عن حالات الإصابة والوفاة بسببه , لم ينقل أحدٌ ونحن في بلد الإسلام سواء من وزارة الصحة أو من الصحفيين وحتى خطباء المساجد أن الرجوع إلى الله بالتوبة وطلب المغفرة من التقصير في حق الله تعالى والرجوع لطاعته ودفع الصدقة للفقير والتخلص من المظالم وإعادة الحقوق لأهلها سبب للشفاء منه وارتفاعه عن الأرض التي نعيش بها , ولست هنا في مقام الوعظ ولكنها سنن الله في الأرض , والعقوبة تنزل على المجتمعات المسلمة وغيرها لكن المسلمة لها نذيراً وابتلاءً وأجراً , وغيرها عقوبة لا أجر عليها. وعندما نسترجع التاريخ القريب حين مرّ على منطقة نجد خاصة والمناطق التي حولها سنة مجاعة وأوبئة تشترك في الجهل بها أودت بحياة كثيرين (1337ه – 1916م ) سميت "سنة السخونة" ووصفت (سنة الرحمة) تفاؤلاً , فقد ذكر إبراهيم العبيد مؤلف "تاريخ أولى النهي والعرفان" في الجزء الثاني ص 243: (سنة الرحمة يؤرخ أهل نجد بها , وقع فيها الطاعون والعياذ بالله , وهلك بسببه في قلب الجزيرة العربية ألوف من الأنفس البشرية , وكان عظيماً وفشا المرض في الناس وقلّ من يسلم منه ، وهذا المرض عبارة عن جراثيم قتّالة لا تدركها العيون المجردة , ولقد وقع هذا الوباء في بداية هذه السنة عام 1337ه وكان عاماً في نجد والأحساء والخليج والعراق واستمر ثلاثة أشهر والعياذ بالله وبسببه هجرت مساجد وخلت بيوت من السكان وهملت المواشي في البراري فلا تجد لها راعياً وساقياً فكان يصلى في اليوم على 100جنازة بسبب هذا المرض ولقد تكسرت النعوش وجعلوا عنها عوضاً الأبواب لحمل الموتى فكان المحسن في ذلك الزمن من همه حفر القبور والنقل اليها) الله سبحانه يرسل الآيات تخويفاً , وقد يرسلها ابتلاءً , وقد تكون عقوبة بنص القرآن الكريم. وروي عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال لما سمع بخسف: كنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم نعد الآيات بركة، وأنتم تعدونها تخويفا!. ومعنى كلامه رضي الله عنه: "أنا كنا نعدها بركة" لأنهم يخافون بها فيزدادون إيماناً وعملاً، فيكون ذلك لهم بركة، وآخرين يعدونها تخويفاً ولا يعملون معها عملاً، يكون لكم به بركة". فالرزق والحفظ والصحة والعافية هي من الله تعالى , ولا تسأل إلا من منه وحده، ولا يطلب ما عند الله إلا برضاه وعلينا فعل الأسباب فقط. { قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ ( والعلاج !! (وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُون) خالد بن محمد الشبانة