عندما شاركت في مهرجان الجنادرية في احد الأجنحة لبضع سنين مضت بحكم عملي السابق كان من ضمن الزائرين المدير التنفيذي لدى الجهة التي اعمل بها وكنت اسمع به بالاسم فقط ولم اره يوماً، زار الجناح وكان برفقته ابنائه بطبيعة الحال رحبنا به هو وأبنائه الذين كانوا محملين (بالعجاري والخناجر) فقام بالإشراف على الجناح والسلام على المشاركين فاستأذن هل من الممكن وضعها في مكانٍ آمن لنكمل مسيرتنا ونحصل على المزيد فأجبته "طبعاً" ولكنني سألته عندئذٍ هل يحتاجها ابنائك فنظر اليّ نظرة المدير وقال "ثقافات ثقافات" ومضوا في طريقهم بعد ما اخذوا قسطاً من الراحة في مرفأ الجناح. وماهي إلا ساعات ثم علمت ان حصلت هناك مشاجرة بين مجموعة من الشبّان وأن أحدهم طعن الآخر بآله حادة فخشيت أن يكون أحد أبناء زائرنا "المدير" وبالفعل أن طُعن ونقله الاسعاف الى المستشفى لتلقي العلاج. فيالها من رحلةٍ غير موفقه ويالها من ثقافةً لا تمت لموروثنا بصله. ان مفهوم مهرجان الجنادريه لدى الكثير هو التسوّق بين جنبات التراث وشراء ماهو خارج عن العادة ومالا يحتاجه كائنٌ من كان من ادوات. فهذا المدير العظيم اهتم هو وأبنائه في جانب التراث وأهملوا جانب الثقافة بهذا المهرجان السنوي بالرغم ان المهرجان يدعوا الزائرين لرؤية التراث والثقافة على حد سواء، فيبدو ان زائرنا الكريم رغم ارتفاع منصبه إلا انه لم يدرك أهمية الأجنحة وما هو معروض بها من أجهزه وأدوات تراثيه وكتب نافعة مضى عليها اكثر من مائه عام الي ان تطور بنا الحال واصبحت ادوات تقنيه واكثر تطوراً وتقنيةً من السابق. ينبغي ان نعلم اجيالاً ان تحتفظ بموروث الآباء والأجداد ولا نهمل جانب الثقافة والتطور. كم تمنيت ان التقي بأبي أحمد "المدير" لمعرفة هل تغير مفهوم مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة لديه ام هو باقٍ على نفس مفهومه السابق؟ الكاتب : عبدالله حامد الحربي لمراسلة الكاتب : [email protected]