في إطار الجهود المبذولة للتوعية بمرض السكري ومضاعفاته والأمراض المتعلقة به مثل ارتفاع معدلات الكوليسترول بالدم وأمراض القلب والشرايين وآلام الاعتلال العصبي السكري وطرق الوقاية والعلاج، أطلقت الجمعية الخيرية لرعاية المصابين بالأمراض المزمنة بالعاصمة المقدسة "شفاء" بالتعاون مع فايزر المرحلة الأولى من برنامج الاستقصاء الصحي لداء السكري والاعتلال العصبي السكري، حيث ستقوم فرق طبية متخصصة تابعة لجمعية شفاء بعمل مسح صحي وإجراء فحص مجاني للجمهور في عدد من الأسواق المركزية والهيئات الحكومية وشركات القطاع الخاص بمنطقة مكةالمكرمة لتحديد مدى الإصابة بداء السكري ومضاعفاته الخطيرة لاسيما آلالام الاعتلال العصبي السكري وارتفاع الكوليسترول بالدم كأحد عوامل الخطورة الرئيسية للإصابة بأمراض القلب والشرايين. وأوضح الدكتور خالد بن عبدالله طيب رئيس مجلس إدارة جمعية شفاء أن مرض السكري يتسبب في حدوث بعض المضاعفات الخطيرة والشائعة من أهمها آلام اعتلال الأعصاب السكري (DPN) هو شكل من أشكال اعتلال الأعصاب الناتج عن سوء السيطرة على مستويات السكر في الدم والذي يؤثر على نحو 65% من الأشخاص المصابين بداء السكري مسبباً الإحساس بالحرقة، أو وخز مؤلم أو خدر في القدمين أو اليدين أو حتى الاحساس بالصعق الكهربي والذي يصيب في غالب الأحيان القدمين ويؤدي إلى إحساس المريض بآلام شديدة حتى بمجرد لمس القدمين أو اليدين لغطاء السرير أو لبس الجوارب، وقد يؤدي هذا التلف العصبي إلى فقدان الإحساس في القدم بالكامل في المراحل المتقدمة وهو ما يؤثر بشكل كبير في حياة المريض بشكل عام، كما أكد د. خالد طيب أن انتشار اَلام الأعصاب الطرفية أكثر بكثير مما يتم تشخيصه واكتشافه، حيث أوردت الجمعية الأمريكية للسكري إحصائيات تفيد أن 25% من المرضى فقط هم الذين يتم تشخيص حالاتهم، وأن 56% منهم لا يعلمون بإصابتهم باعتلال الأعصاب الناتج عن السكري، وأن المرضى الذين يعانون من آلام اعتلال الأعصاب الطرفية يعانون أيضا من مجموعة أعراض متزامنة مثل صعوبة النوم ، والقلق وغيره، مشيراً إلى أن مدونات الجمعيات الطبية العالمية المختصة بعلاج آلام الاعتلال العصبي Guidelines مثل الأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب، وجمعية الألم الكندية، والاتحاد الأوروبي لجمعيات الأعصاب، والرابطة الدولية لدراسة الألم، وغيرها توصي باستخدام عقار "بريجابالين" أو ليريكا كخط علاجي أول، وفي بعضها كخط علاجي أوحد، لعلاج مرض الاعتلال العصبي السكري، فيما شدد الدكتور خالد طيب أيضاً على ضرورة التعامل طبياً مع مرضى السكري على أنهم أكثر عرضة لأمراض القلب من غيرهم، موضحاً أن ارتفاع معدلات انتشار مرض السكري في المملكة يزيد من احتمالات زيادة أعداد المصابين بمشاكل أمراض القلب المرتبطة بانتشار مرض السكري، والتي يتوقع أن توالي ارتفاعها وتفاقمها مع مرور الوقت مالم يتم التحرك سريعاً للوقاية من ذلك. وبين بأن إحصاءات الإتحاد الدولي للسكري تشير إلى أن أعداد البالغين المصابين بالسكري لعام 2013م بلغ 382 مليون مريض بما يمثل 8,3 بالمائة من سكان العالم ومن المتوقع أن يقفز هذا الرقم إلى 592 مليون بحلول عام 2030م أي بزيادة نسبتها 55 بالمائة وهذا يعني أنه في كل 10 ثوان يصاب نحو ثلاثة أشخاص بالسكري، كما أشارات الدراسات العالمية إلى أن حوالي 50 بالمائة من مرضى السكري لا يعلمون بإصابتهم بالمرض وكذلك يجهلون مضاعفاته الخطيرة مما يلقي الضوء على أهمية اكتشاف هذه الحالات مبكراً، حيث أن التعامل معها بشكل مبكر يمنع أو يؤخر حدوث مضاعفات المرض لدى المرضى، أما محلياً فتأتي المملكة العربية السعودية في المرتبة السابعة بين أكثر الدول التي ينتشر فيها داء السكري من النوع الثاني بنسبة 24 بالمائة من إجمالي عدد السكان. وأضاف الدكتور طيب أن مضاعفات مرض السكري ترتفع لدى السيدات بدرجة أعلى منها عند الرجال لاسيما الإصابة بأمراض القلب، حيث يتسبب مرض السكري في انخفاض مستوى الكوليسترول الجيد (عالي الكثافة) بالدم وارتفاع مستوى الكوليسترول الضار (منخفض الكثافة) ونسبة الدهون الثلاثية وهذا يضيف عامل خطورة جديد على المريض بصفة عامة. مشيراً أن أغلب مرضى السكري يدخلون المستشفيات في السعودية والعالم نتيجة أمراض الشرايين والقلب وهم أكثر عرضة للوفاة بسبب هذه الامراض. وأختتم الدكتور خالد طيب حديثه قائلاً: "إن هذا البرنامج الاستقصائي الصحي يأتي في إطار الشراكة بين المؤسسات الطبية المجتمعية ممثلة في جمعية شفاء ومؤسسات القطاع الخاص ممثلة في فايزر تصب في إطار الكشف عن الوجه الحقيقي لمضاعفات مرض السكري من أجل صحة أفضل للمجتمع. جدير بالذكر أن أحدث إصدارات المدونة الأمريكية لأمراض القلب والشرايين والتي نشرت مؤخراً، قد أوصت بوصف أدوية تخفيض الكوليسترول لجميع مرضى السكري ممن فوق عمر الأربعين مدى الحياة، لما لها من تأثير فعال في تقليل احتمالات إصابة هؤلاء المرضى بالأزمات القلبية ومشاكل تصلب الشرايين والجلطات الدماغية بنسبة كبيرة. يُشار إلى أن الجمعية الخيرية لرعاية المصابين بالأمراض المزمنة بالعاصمة المقدسة "شفاء" تطمح لأن تكون نموذجاً رائداً للرعاية الطبية والاجتماعية للمصابين بالأمراض المزمنة بالعاصمة المقدسة فضلاً عن تحقيق الريادة في التدريب والتثقيف الصحي والبحث العلمي، وتهدف الجمعية لتقديم الرعاية للمصابين بالأمراض المزمنة ومن يحتاجها وتوعيتهم بجودة عالية واستخدام أمثل للموارد.