عندما يحذرنا الدفاع المدني بعدم الاقتراب من مجاري السيول والأودية والشعاب!! فإن مقاوليّ الطرق وتصريف السيول جعلوا الاودية والشعاب تأتي إلينا لتغرقنا!! فأين نهرب!! إذاً علينا الحذر والحيطة , وتوعية أنفسنا وأبناءنا بوقت وكيفية التحرك وقت المطر وتقلب الاجواء ومتى نلزم البيت. أسرٌ كثيرة كُلمت ونزفت أزماناً من جرح غائر بفقدان عزيز من جرف السيول أو إصابته , وقد تكون من المخاطرة الغير محسوبة , سواء في شعاب البر , أو كمائن الطرق داخل المدن. نحن أبناء الصحراء , ومن الواجب العلم في التعامل مع تغيرات الصحاري والقفار , والبراري والرمال , في المسير والمبيت , والسهل والوعر , والمطر والجفاف. الحق أن كثيرين يخطئون عندما يرمون اللوم على جهاز الدفاع المدني في حالات الغرق والاحتجاز! لأن وقائع كثيرة يكون السبب الاكبر فيها تهوّر الافراد , والجهل بمخاطر السيول ومن العادة أن نسمع قصص كوراث مع كل موسم للسيول! يتجلّى ذلك في رؤية قوافل الشباب تتحدى هدير السيول , وظلمة الأودية , والجهل بأرض المطر , والمغامرة فيها , وأحيانا السباحة , حتى تحصل الكوارث من غرق , وهدم , ومصائب تبكي البعيد قبل القريب. السيل ماء يشق دربه ويجرف ترابه ومن ثمّ يتكون الطين اللزج وما يعترضه يحطمه ويلتهمه, كما أن السيول المنقولة دائما تغيب عن حسبان كثير من المتنزهين وسط الاودية والشعاب , إضافة إلى قطع الطرق البرية وتغير معالمها بسبب مياه المطر ما يؤدي الى ضياع معرفة طريق العودة للمتنزهين في البراري. طلعات البر وقت المطر, كركوب البحر بين الامواج المتلاطمة , وبين العواصف والزوابع , فكما أن للبحر أسرار فإن البراري كذلك. فلا تخاطر خاصة بعائلتك في هذه الاحوال , ولترحم نفسك وأولادك ووالديك , أن تتسبب في فقدانهم أو أن يفقدوك. وإن كنت فاعلا ولابد فلا أقل أن تتابع توقعات الطقس من المصادر الرسمية , والاخذ بالحيطة والحذر من التحرك من البيت , وسلوك طرق مأمونة من الطفح , وانغمارها بالسيول , والاستعانة بالله تعالى اولا وبأجهزة الملاحة والدلالة على الطريق ثانياً. قال صالح الدمشقي – رحمه الله - لابنه: "يا بني، إذا مرَّ بك يوم وليلة قد سلم فيهما دينك، وجسمك، ومالك، وعيالك فأكثِر الشكر للَّه تعالى، فكم من مسلوب دينه، ومنزوع مُلكه، ومهتوك ستره، ومقصوم ظهره في ذلك اليوم، وأنت في عافية". حفظ الله الجميع , ونفع بالغيث العميم. خالد بن محمد الشبانة