الحمد لله حمداً حمداً،والشكر له شكراً شكراً،على نعمه وأفضاله التي تترى،ومننه التي لا تعد ولا تحصى،وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اقتفى. أما بعد: فلقد أفاء الله تعالى على بلاد الحرمين مكانة ومهابة وجعلها أمناً لهم ومثابة،ولا غرو فهي مهبط الوحي ومنبع الرسالة وموطن التوحيد ومنها شع نور الهداية لإبعاد البشرية عن طريق الغواية،وجعل أفئدة الناس تهوي إليها من كل حدب وصوب تصديقاً لدعوة أبينا إبراهيم عليه السلام . وإن من نعم المولى المتواليات،ومننه المتتابعات،وأفضاله المتعاقبات،أن خصنا بولاة صدقوا ربهم وأخلصوا نيتهم وأوفوا عهدهم وقررت أفعالهم أقوالهم،بدءاً من مؤسسها الإمام/عبد العزيز آل سعود رحمه الله وطيب ثراه ثم تتابع بعده الأبناء البررة الأخيار سعود وفيصل وخالد وفهد طيب الله ثراهم إلى هذا العهد المبارك الميمون عهد النهضة والتطوير والنماء وعصر الازدهار والبناء عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أيده الله . وقد أثلج الصدور وأبهج النفوس،صدور الأمر الملكي الكريم بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير/مقرن بن عبد العزيز نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء،في قرار حكيم واختيار موفق من قيادة حكيمة يجسد عمق الرؤية وبعد النظر وقراءة المستقبل الزاهر بإذن الله . وإن هذا الوطن قيادة وحكومة وشعباً مستبشرون ومتفائلون بهذا الاختيار المبارك لشخصية صاحبة فكر استراتيجي،ورؤية حضارية صائبة،وهمة قوية عالية،نحو تطوير لا يبارى، وتميز لا يضاهى،لدعم مسيرة هذا الوطن نحو البناء والتطوير،وفق رؤية شرعية صحيحة، ومنهجية وسطية،لا غلو فيها ولا جفاء ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا﴾ البقرة آية (143) . وإن الخبرة المتراكمة والحنكة التي يتمتع بها سموه خلال المحطات العملية التي شرفت بقيادة سموه في القوات الجوية الملكية وإمارة منطقة حائل،ثم المدينةالمنورة ورئاسة الاستخبارات العامة، حتى خصّه خادم الحرمين الشريفين مبعوثاً له ومستشاراً،وتوجّ ما سبق من جهود وما تحقق من إنجازات،أن حظي بالثقة الملكية الكريمة فلاقى ذلك استحسان وقبول المجتمع على اختلاف أطيافه وشرائحه . ولا شك أن سفينةً هؤلاء الأماجد هم ربانها ستسير بتوفيق الله وفضله إلى بر الأمان، وإن تلاطمت الأمواج لتقوم بدورها القيادي والريادي على خير وجه وأفضله،لتتبوأ مكان الصدارة وتقود البشرية إلى مواطن العز والشرف بإذن الله . فهنيئاً لنا بمقرن الخير والحكمة والحزم والشجاعة والنزاهة ويا بشرى للوطن وأهله بهذا القرار الموفق،ولذلك فإنه يطيب للرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي رئيساً ونائباً ووكلاء وأئمة ومؤذنين وعلماء ومدرسين وجميع المنسوبين أن يرفعوا أكف الضراعة لله داعين ومبتهلين أن يوفق سموه ويعينه على أداء الأمانة وثقل المسؤولية،وأن يمده بالتوفيق والتسديد والعون والتأييد عضداً وسنداً لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين . من أهل بيت برى ذو العرش فضلهم يبنى لهم في جنان الخلد مرتفقُ كأن آخرهم في الجود أولهم إن الشمائل والأخلاق تتفقُ وإن الحقيقة الماثلة للعيان أن حكمة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله في اختيار سمو الأمير مقرن ليكون نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء جاءت لتضع الرجل المناسب في المكان المناسب بإذن الله كيف لا وهو سليل الأصل الثابت والدوحة الباسقة والإمام المؤسس رحمه الله. وكذلك يشرف منسوبو الرئاسة أن يرفعوا لسموه الكريم اسمى الأماني وأصدق التهاني وأجمل التبريكات ووافر الدعوات على الثقة الملكية الكريمة التي حظي بها سموه من لدن خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين . وليحفظ الله علينا عقيدتنا،وقيادتنا،وأمننا،وإيماننا،واستقرارنا،ولتسلم بلاد الحرمين الشريفين دوماً وأبداً من حقد الحاقدين،وحسد الحاسدين،ولتبق دوماً في جبين العالم تميزاً وتألقاً، ولتدم واحة أمن وأمان،ودوحة خير وسلام،حائزة على الخيرات والبركات،سالمة من الشرور والآفات بمن الله وكرمه . فكم على الأرض من خضراء مورقة وليس يُرجم إلا يانع الثمرِ وندعو الله تعالى لخادم الحرمين الشريفين بالعون والتوفيق والسداد،وأن يمتعه بالصحة والعافية. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين . منسوبو الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي عنهم الرئيس العام عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس