بداية اعتذر لبعض الوالدين الأفاضل وأقول لهم أو أملك أن نزع الله من قلوبكم الرحمة بأبنائكم، أيها الأكارم لقد نهى الإسلام عن عنف الوالدين ضد الأبناء فقال الله تعالى (يوصيكم الله في أولادكم) وإن هنالك نماذج عدة في تاريخنا المجيد يمكن الاقتداء بها في أسلوب التعامل الإيجابي مع الأبناء على مختلف سلوكهم. وبالرغم من أن المجتمع المسلم يحض على الرحمة والبر بالأبناء إلا أن بعض الآباء (هداهم الله) لا يكترثون لذلك التوجيه الرباني ويتفننون في معاملة أبنائهم بكل أشكال العنف الجسدي واللفظي والدعاء عليهم قال صلى الله عليه وسلم: ( ... ولا تدعوا على أولادكم ... لا توافقوا من الله تبارك وتعالى ساعة نيل فيها عطاء فيستجيب لكم)، وقال عليه الصلاة والسلام ( ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن) وذكر منها (ودعوة الوالد على ولده) ويقاطعونهم ويفرقون بين الإخوان مفضلين الذكور على الإناث بحرمانهن من الميراث والعطايا لذلك قال صلى الله عليه وسلم ( اعدلوا بين أولادكم في النحل كما تحبون أن يعدلوا بينكم في البر ) والإساءة إلى سمعتهم عند الآخرين واتهامهم بالعقوق مع براءتهم من ذلك وإبراز سيئاتهم افتراءا وظلما وبهتانا وإخفاء حسناتهم وكل ذلك بلا أي سبب يذكر أو قد تكون الأسباب واهية أو افتعال تمثيلية درامية خالية من الواقعية، وينصب اهتمامهم على الظهور في أحسن صورة أمام الآخرين وعدم تقبل محاولات أبنائهم المستميتة لإرضائهم وهم بذلك قد يضطرون أبناءهم للوصول عنوة إلى درجة العقوق والدعاء عليهم بالموت وتمني ذلك لهم فأين هم من حديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: (رحم الله والدين أعانا ولدهما على برهما) وقوله صلى الله عليه وسلم: (أعينوا أولادكم على بركم). وهذه بعض الأساليب الايجابية أنصح بها الوالدين للتعامل الأمثل مع الأبناء : تكرار الحوار والمناقشة الهادئة مع الابن في الموضوع عدة مرات وذلك على قدر تحملك وصبرك ويفضل أن يكون بصفة انفرادية كاصطحابه الى مطعم أو نزهة مثلاً ، والابتعاد عن التوبيخ امام الأخرين والشدة والضرب أو القسوة الزائدة لأنها قد تؤدي الى نتائج عكسية وقصة الأب الذي قتل ابنه من شدة الضرب بهدف تربيته ليست ببعيدة والعنف اسلوب منفر طارد للابن من المنزل ، وفي المقابل الحزم مطلوب والهجر المعتدل أيضاً في التربية ، والمطلوب من الوالدين النصح والارشاد والاستمرار على ذلك تبرئة للذمة امام الله تعالى فهذا نبي الله نوح عليه السلام دعى ابنه الى الله متلطفاً اليه قائلاً له : يا بني اركب معنا مكتفياً بذلك ولم يعنفه ، وايضاً حدث ابنك بالكلمات الايجابية المحفزة كأن تقول له على سبيل المثال اذا درست بانتظام يومي سوف تنجح بامتياز وكما قيل ان قليل مستمر خير من كثير منقطع وذلك أفضل من الكلمات السلبية المحبطة فلا تقل له بأنك سوف ترسب اذا ما درست ، ولا تنسى الدعاء له . أخصائي اجتماعي أول عبدالرحمن حسن جان