يزداد هذه الأيام الإقبال على شراء بيوت الشعر والخيام من أجل رحلات التخييم في المناطق البرية والمتنزهات، أو نصبها في فناء المنزل أو ساحات المزارع والاستراحات لإقامة الملتقيات العائلية وغيرها. وظلت بيوت الشعر والخيام، رغم مظاهر الحياة العصرية الحديثة، تراثاً حياً وعنصراً تقليدياً لا يستغني عنه السعوديون، وذلك لكونها مفردة متميزة من تراث الآباء والأجداد، تسكن إليها النفوس، وتهفو إليها أفئدة الشعراء. وتعد بيوت الشعر من أهم رموز الصحراء والبادية صيفاً وشتاءً، وتحاكي عراقة الماضي الأصيل الذي عاشه الآباء والأجداد، وأصبحت الآن واحدة من الجماليات التراثية بالمنازل؛ فهي تستهوي الكثيرين وتجذبهم لقضاء بعض الأوقات فيها والاجتماع مع العائلة والأصدقاء والأقارب. وأوضح أحد بائعي بيوت الشعر والخيام ولوازم التخييم، محمد الشمري، أن الإقبال على شراء بيوت الشعر تزايد مع دخول الشتاء، مبيناً أن أسعارها تتفاوت باختلاف نوعية القماش الداخلي أو الخارجي وتجهيزات البيت من الفرش ومدخنة النار واللوازم الأخرى. ومنذ القدم اعتمد سكان البادية في الجزيرة العربية على بيوت الشعر التي تناسب البيئة الصحراوية ومناخها، كما تناسب حياة الترحال والتنقل التي لا تعرف الاستقرار طويلاً في مكان واحد، كونها سهلة الحمل والنقل، وتصنع بيوت الشعر من وبر الإبل وصوف الضأن وشعر الماعز والأقمشة، بالإضافة إلى السدو وتوظف هذه المكونات في بيوت الشعر لتوفر الحماية من البرد والأمطار وعواصف الرمال وحرارة الشمس، حيث تتميز خيوط الشعر بالتضخم في موسم الأمطار وتضييق المساحات بينها فتمنع تسرب المياه إلى البيت. من جهته، قال المواطن رخاء الحسيب، إن الملتقيات العائلية في بيوت الشعر تتميز بطابع أصيل وتُجسد قيم التكاتف والتعاون وصلة الأرحام، ولها دور كبير في تنمية أواصر المودة والتفاهم، وربط الأقارب والأسر مع بعضها البعض، بينما أشار سلطان الحموان إلى أن الملتقيات في بيوت الشعر والخيام فرصة للنشء والأشبال للتعرف والتطبع بالعادات والتقاليد التي نشأ عليها الآباء والأجداد.