اتصف أئمة الدولة السعودية الأولى بصفات العرب النبيلة، كالكرم والمروءة والشجاعة والوفاء والحلم، وكان الإمام سعود بن عبدالعزيز أحد الأئمة الذين فتحوا أبواب منازلهم لمد يد العون للفقراء والمساكن وإكرام الضيوف والغرباء. وفي السطور التالية نستعرض لمحة سريعة لما كان يفعله الإمام سعود بن عبدالعزيز من مواقف إنسانية: مجلس الإمام وشكاوى الأهالي كان الأهالي من البوادي وغيرهم، يذهبون إلى مجلس الإمام سعود من أجل كتابة شكاياتهم والاحتكام إليه، ووصف المؤرخ الذي عاصر الدولة السعودية الأولى، عثمان بن بشر، ما كان يفعله الإمام سعود في تلك الفترة عندما كان يستقبل القادمين إليه في مجلسه. وقال "بن بشر" في هذا الشأن :" قام إليه أهل الحوائج من أهل الشكايات من البوادي وغيرهم، وكان كاتبه عن يساره، فهذا قاض له حاجته، وهذا كاتب له شكايته، وهذا دافعه وخصمه إلى الشرع. فيجلس في مكانه ذلك نحو ساعتين حتى ينقضي أكثرهم، ثم ينهض قائماً ويدخل القصر، ويجلس في مجلسه في المقصورة، ويصعد إليه كاتبه ويكتب جوابات تلك الكتب التي رفعت إليه في ذلك المجلس إلى العصر، وينهض للصلاة". كسوة المساكين وإفطار رمضان عمد مساكين أهل نجد على الذهاب إلى الدرعية إذا حل شهر رمضان، وكان الإمام "سعود" يقوم كل ليلة بإدخال هؤلاء المساكين للإفطار عنده في القصر رغم كثرتهم، ويعطي كل رجل منهم "جديدة"، وهي العملة المحلية التي كان يتم التعامل بها آنذاك. وفق "أخبار 24". ولم تتوقف الأعمال الإنسانية التي قام بها الإمام عند هذا الحد، إذ اعتاد في كل ليلة من العشر الأواخر من شهر رمضان على كسوة المساكين، ويعطي كل مسكين عباءة ومحرمة وجديدة. إطعام الغرباء أكد المؤرخ "بن بشر" أن عدد أفراد بيت الإمام سعود الخاص والغرباء الذين يقيتهم يومياً يتراوح ما بين 400 و500 شخص، وكان الأرز ولحم الضأن والجريش والتمر هو طعامهم. الجدير بالذكر أن الأئمة الذين كانوا في هذه الحقبة الزمنية من تاريخ المملكة يرسلون القهوة لأهل القيام في رمضان، وكان الصبيان من أهل الدرعية إذا خرجوا من عند المعلم يصعدون إلى الأئمة بألواحهم، ويعرضون عليهم خطوطهم، فمن استحسن خطه منهم يكافئوه، كما كان عطاؤهم للضعفاء والمساكين كثيراً. كرم زائد كان الإمام سعود بن عبدالعزيز يخرج لضيفه كل يوم 500 صاع من القمح والأرز، وقال "بن بشر" في هذا الصدد: "إن المضايفي الموكل بالضيوف يدعو الضيوف للعشاء من بعد الظهر إلى ما بعد العشاء، وأما الغداء فمن طلوع الشمس إلى اشتداد النهار على مراتبهم في العشاء".