يمثل قرار اللجنة الوطنية للأمراض المعدية الصادر اليوم بالمملكة بإمكانية أخذ جرعتين مختلفتين من لقاح كورونا، خطوة كبيرة نحو رفع المناعة المجتمعية والعودة إلى الحياة الطبيعية. وانعكس قرار منح جرعتين مختلفتين من لقاح كورونا، والذي أقرته بعض الدول، بشكل إيجابي لتسريع عملية التحصين، وبدأت تلك الدول في تخفيف القيود، حيث عالج القرار الفجوة الكبيرة في نقص اللقاحات بسبب الشركات المصنعة، والتي لم تتمكن من الالتزام بعقودها مع عدد من الدول. إقرار مبكر تُعد فرنسا أول دولة أقرت استخدام لقاحين مختلفين، فمنذ أبريل الماضي أعلنت الهيئة العليا للصحة أن الذين تقل أعمارهم عن 55 عامًا وأخذوا جرعة أولى من لقاح أسترازينيكا سيحصلون على جرعة ثانية من لقاح فايزر أو موديرنا. وطبقت فرنسا التجربة على 600 ألف، أغلبهم من الطاقم الطبي، وتمت متابعتهم من قبل هيئة خاصة، ولم تحصل مضاعفات أو آثار سلبية لأي منهم. مواجهة النقص قررت بريطانيا منح السكان لقاحين مختلفين من أجل التغلب على أزمة نقص جرعات اللقاح، ونجحت الخطة في رفع معدل التحصين واقتربت من رفع القيود المفروضة، بما فيها لبس الكمامة والتباعد. واستندت بريطانيا إلى دراسة أجرتها جامعة أوكسفورد البريطانية على 800 شخص تم منحهم لقاحين مختلفين ولم تحدث مضاعفات لديهم. تجربة ألمانيا لجأت ألمانيا إلى السماح بأخذ جرعتين من لقاحين مختلفين بعد نتائج الدراسة التي أجريت في المستشفى الجامعي في سارلاند وشارك فيها 250 شخصاً. وقالت أستاذة زرع الأعضاء والمناعة في جامعة سارلاند، مارتينا سيستر، إن التطعيم باللقاح المختلط أكثر فعالية من أخذ لقاح واحد. وأضافت أن الأشخاص الذين تلقوا الجرعة الأولى من لقاح أسترازينيكا والثانية من فايزر كانت مناعتهم أقوى من الذين حصلوا على الجرعتين من لقاح واحد بعينه. وفق "أخبار 24". وبعد نجاح التجربة بادرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل نفسها بأخذ الجرعة الثانية من لقاح مختلف عن الجرعة الأولى. دراسة أمريكية أثبتت دراسة أجراها مركز أبحاث الأمراض الجرثومية في أمريكا، فعالية دمج اللقاحات، حيث أكد الاختصاصي في طب الأطفال البروفسور غسان دبيبو، أن دمج اللقاحات مقبول علمياً، لأن معظمها تعتمد على توصيل الأجسام المضادة للبروتين الشوكي بطرق مختلفة، سواء بتقنية الحمض النووي الريبوزي المرسال أو تقنية الفيروس الغدي الناقل. وأضاف أن الجهاز المناعي يجد في هذه اللقاحات البروتين نفسه حتى يكوّن مناعته ويحمي الجسم من الإصابة بالفيروس في المستقبل.