أطلقت المملكة خلال 19 عاماً 16 قمرًا صناعيًا سعوديًا إلى الفضاء بإشراف مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، سُجل آخرها القمر "SGS1" الذي أطلِق في 6 فبراير 2019 حاملًا توقيع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بعبارة "فوق هام السحب". وحظي قطاع الفضاء باهتمام القيادة على مدى 4 عقود، لتتوالى الإنجازات، من رحلة مكوك الفضاء ديسكفري، إلى إنشاء الهيئة السعودية للفضاء وإطلاق الاستراتيجية الوطنية للفضاء قريبًا. وحقّقت المملكة العديد من الإنجازات العلمية في هذا المجال، أجلّها رحلة الأمير سلطان بن سلمان على متن المكوك ديسكفري كأول رائد فضاء عربي، واستمر ذلك الاهتمام حتى صدور الأمر الملكي بإنشاء الهيئة السعودية للفضاء. وعملت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية على رسم خطة نقل وتوطين تقنية الأقمار الصناعية عام 1988م، حيث التحق بالمركز الوطني لتقنية الأقمار الصناعية مجموعة كبيرة من المختصين في الميكانيكا والكهرباء والإلكترونيات والتحكم والضوئيات والبرمجيات. ويتم تصنيع الأقمار الصناعية السعودية كأجزاء هيكلية في الورشة الميكانيكية التابعة لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بالتعاون مع فريق خاص بمعهد بحوث الفضاء والطيران لإنتاج الألواح الإلكترونية المطلوبة. وتشمل مهام المهندسين السعوديين المسؤولين عن صناعة الأقمار الصناعية، تصميم وبناء واختبار أنظمة الأقمار الصناعية استناداً إلى المعايير الدولية، حيث اكتسبوا خبرات في إدارة مشروعات الأقمار الصناعية، وعمليات التصميم والاختبار، وعمليات التحقق والمصادقة، وعمليات المحاكاة، ومعالجة الصور. ويسهم برنامج أجيال الفضاء، الذي أطلقته هيئة الفضاء، في إنشاء قاعدة وطنية لرأس المال البشري في قطاع الفضاء، وتشجيع الاهتمام بالبحث العلمي وتعلم مختلف مجالات الابتكار والتقنية والهندسة والرياضيات. من جانبه، أشار رئيس الهيئة الأمير سلطان بن سلمان إلى أن حجم اقتصاد الفضاء في العالم بلغ نحو 400 مليار دولار خلال عام 2019، وتستحوذ دول مجموعة العشرين على 92 % منه، مبينًا أن التوقعات ترجح نمو اقتصاد الفضاء ليصل إلى 1.1 تريليون دولار عام 2040 و2.7 تريليون دولار بحلول عام 2050. وكان ولي العهد قد أكد أن تنويع إيرادات المملكة أمر مهم وحيوي يعمل عليه صندوق الاستثمارات العامة بدعم قطاعات جديدة، ومنها الفضاء، الذي له أثر مباشر على الاتصالات والتقنية، وهو مرتبط بالكثير من القطاعات مثل: البيئة، والنقل، وغيرهما، وسيكون ممكِّنا أساسيًا للعديد من القطاعات في المستقبل القريب.