تعرف عملية تطوير المناهج بأنها عملية ترجمة المواصفات التربوية والنفسية والفنية والمادية المقترحة، إلى وثيقة تربوية قابلة للتداول مدرسياً من المعلمين والمتعلمين اسمها المنهج- الكتاب المدرسي، وذلك من خلال مراعاة تطويرية محدده، واستعمال نماذج وإجراءات تطوير مناسبة. (حمدان، 2000) ونتيجة لذلك التطور المتقدم وأعني به تطور العلوم الحديثة والثورة الصناعية وما صاحبها من ثورات اجتماعية أدت الى تغيير النظرة الى طبيعة المجتمع والمعرفة، كان لزاماً أن يتطور مفهوم المنهج الذي هو صلب العملية التعليمية حيث ظهر مفهوم المنهج الحديث والذي عرفه (عرفان ، 2008) بأنه " جميع الخبرات التربوية التي تهيئها المدرسة للطلبة داخل المدرسة وخارجها لغرض مساعدتهم على النمو الشامل في النواحي جميعها وتعديل سلوكهم طبقاً لأهدافها التربوية وتمثل كل من التربية والمناهج الدراسية في عصر العولمة والثورة الرقمية أحد أهمّ المواضيع المطروحة للنقاش منذ سنوات، فالرهان التعليمي هو أحد أهم الاستثمارات ت في المستقبل، لأنّ للمناهج دورا هائلا في مجال «الثورة الرقمية» الحديثة، وبالتالي على المنظومة التربوية أن تواكب هذه «الثورة» على مختلف المستويات. وفي ظلّ النموّ التكنولوجي والرقمي المتسارع والثورة المعلوماتية، أصبحت الحاجة ضرورية لإيجاد مناهج وأساليب جديدة تواكب متطلبات العصر وتحدياته كالإقبال المتزايد على التعليم، وقلة عدد المؤسسات التعليمية ،وطرق الاستفادة من التقنية في التربية والتعليم. مما يؤدي إلى فرض تحديات على واقعنا التعليمي، الذي يرى حسن (2001م، ص 173) أنه بالإمكان مواجهتها من خلال المناهج الدراسية عن طريق: الاستفادة الكاملة من معطيات التقنية الحديثة واستثمارها لصالح العملية التعليمية ويتطلب ذلك تغيرات جوهرية في مستوى عمليات التخطيط والتنفيذ والتقويم والقيم الخاصة بها، فالقضية ليست محصورة في إنشاء مختبرات، وتوفير أجهزة، وتقنيات بقدر ماهي في إيجاد الفرد القادر على التعامل بكفاءة مع هذه المعطيات. فقد أصبحت المؤسسات التعليمية بحاجة إلى توظيف تقنيات الثورة الرقميّة الثانية بما يخدم العملية التعليمية ويعرّف المنهج الرقمي على أنه عبارة عن مجموعة من الخبرات التربوية والعلمية التي يتمّ توفيرها للمتعلم عن طريق الإمكانيات الكبيرة التي تقدمها تقنية المعلومات والاتصالات. وإذا أردنا تلخيص مميزات المنهج الرّقمي نستطيع القول بأنّه المنهج الذي: 1- يهتمّ بجوانب النمو الشامل للطالب. 2- يهتمّ بالتوجيه السليم وتعديل سلوك التلاميذ. 3- يساعد التلاميذ على اكتساب الخبرات من خلال تفاعلهم مع البيئة المحيطة. 4- يربط المنهج بمشكلات البيئة المحليّة. 5- يكتشف قدرات التلاميذ ونواحي القوة والضعف ويراعي الفروق الفردية ويتميّز المنهج الرقمي بعدّة جوانب و خصائص أهمّها: 1- الجانب البشر ي: وجود المعلم والمتعلم ووجود وسيلة الاتصال الفعّالة بينهما 2- الجانب النظر ي: نظريات التعليم والتعلم الحديثة. 3- الأهداف والمحتوى الاستراتيجيات والأنشطة والخبرات وأساليب التقويم: فالمنهج موجه لجميع الطلاب. . أهم هداف المنهج الرقمي هي: 1- تصميم مناهج دراسية بطريقة الوحدات الدراسية ووضعها على موقع الأنترنت. 2-نشر الثقافة الحاسوبية بين الطالب. 3-اتاحة الفرصة للمتعلم للعودة الى الدروس السابقة ومتابعة تقدمه. 4-حل مشكلة الغياب لدى المتعلمين و تغيبهم عن الحصص 5 -وضع أنشطة مصاحبة للمنهج والأسئلة. 6 -وضع روابط للموضوعات التي يرغب الطالب في إثراء معرفته بها. لكن على الرغم من الايجابيات التي يتمتع بها المنهج الرقمي الا انه بعض من السلبيات التي تحسب عليه:- 1-اعتماد المعّلمين على النسخ واللصق دون قراءة المعلومات، وهذا يقلل من جدوى تعلم المنهج 2 -الجمع السريع للمعلومات دون اجتهاد في القراءة والتحليل الناقد. 3 -العزلة الاجتماعية للمتعلّم. 4 –الاكثار وسوء استخدام التقنية ممكن ان تسبب عدة مشاكل صحية للمتعلم واخير ان الثروة الحقيقية في التعليم والنهوض به, ليس مجرد التجديد والتطوير هو سبيلنا الى الدخول الى الثورة الصناعية والنهوض في مصاف الدول الدول المتقدمة , ونحن قادرون على احداث تلك الثورة في تعليمنا اذا تخلينا عن نمطيتنا في التفكير في التخطيط التعليمي , وانظر الى احتياجاتنا التعليمية بحيادية بعيد عن العاطفة والثوابت غير الحقيقية التي اعاقت تقدمنا لسنوات طويلة المراجع :- 1-بدر بن عبد الله الصالح، "مستقبل التقنية في التربية والتعليم خلال السنوات القادمة ودور الأسرة تجاهه - ورقة عمل مقدمة لندوة الأسرية والتقنية، بين المواجهة والاستثمار"، قسم تقنيات التعليم، كلي دية، 2015. 2- أ.د حسن حسين زيتون 'مدخل الى المنهج الدراسي رؤية عصرية (2010) *طالبة ماجستير مناهج وطرق تدريس _كلية التربية بالخرج - متطلب لمقرر تخطيط المنهج وتنظيمه لدكتور حمد القميزي.