على عكس الاعتقاد السائد حول ضرورة تناول الأسبرين للوقاية الأولية؛ أسفرت أحدث الدراسات التي نُشرت مؤخرًا في أعرق المجلات العلمية الطبية، وشملت آلاف المرضى، عن أنَّ خطر دواء منع التجلط الأشهر "الأسبرين" أكثر من الفائدة في حالة استخدامه لتجنُّب الجلطات قبل حدوثها (الوقاية الأولية), مثلًا في حالة الإصابة بالسكري, أو ارتفاع ضغط الدم والكولستيرول. ومن المعلوم أنَّ الأسبرين يُعتبر من أشهر الأدوية على الإطلاق وأكثرها انتشارًا واستهلاكًا على مستوى العالم, وإلى وقت قريب كان السؤال المحير للمريض: هل أستخدم هذا الدواء أم لا لمنع تصلُّب أو انسداد الشرايين الذي قد يؤدي إلى جلطات؟. وكان يُنصح باستخدامه للوقاية الأولية للبالغين 40 سنة فما فوق، مع وجود عوامل خطورة مثل السكري. استخدامات الأسبرين متعددة: فهو مُسكّن للألم وخافض للحرارة، وأيضًا مانع لتجلط الدم, حيث يقلل خطر جلطة القلب والدماغ بعد الإصابة بها (للوقاية الثانوية), لكن في حالة استخدامه للوقاية الأولية، فإنَّ الضرر الناجم من استخدام هذا الدواء قد يكون أشد من الفائدة؛ بسبب النزيف الذي قد يحدث في الدماغ, أو الجهاز الهضمي أو غيرها, ونسبة الضرر أكثر من الفائدة خصوصًا لدى كبار السن البالغين 70 فما فوق, كما أوضحت الدراسة. وهنا يثار سؤال مهم: مَن هم المرضى الذين في حاجة لاستخدام الأسبرين للوقاية الأولية (أيْ قبل حدوث جلطات)؟. بشكل عام, تناوُل الأسبرين بشكل يوميٍّ قد يزيد من خطر النزيف خصوصًا في الفئة العمرية البالغة 70 عامًا فما فوق. وللفئة العمرية من 50-70 سنة قد تكون الفائدة أكثر من الضرر، ولايُنصح باستخدام الاسبرين لمَن هم دون 50 سنة للوقاية الأولية. ويُوصى باستشارة طبيب متخصص قبل استخدام هذا الدواء؛ حيث إنَّ دواعي صرفه تختلف من حالة مريض لآخر. د. عبدالله الذيابي طبيب باطنية بمستشفى الحرس الوطني بالرياض [email protected]