رعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز اليوم (الأحد) مراسم توقيع مصالحة تاريخية بين رئيس إريتريا أسياس أفورقي ورئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد علي، في قصر السلام بجدة، بعد حرب امتدت بينهما 20 عاما، فما هو أصل الصراع بين الدولتين، حينما كانت إريتريا تابعة لإثيوبيا؟. في مايو عام 1991، نجحت قوات أسياس أفورقي، في دخول العاصمة الإريترية أسمرة، بعد 30 سنة من الكفاح المسلّح، وعلى الجهة الأخرى استولى رئيس الوزراء الإثيوبي الراحل ملس زيناوي على العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، لينهي حكم منغيستو هايلي ماريام، وبعد ذلك استقلت إريتريا عن إثيوبيا في أبريل 1993، عقب إجراء استفتاء واعترفت إثيوبيا باستقلالها وانتخب أفورقي رئيساً للدولة. وفق “أخبار 24”. وسرعان ما اندلع الخلاف بين أفورقي وزيناوي، فطلب أفورقي ترسيم الحدود، وأصدر عملة وطنية لتحل محل الإثيوبية، وتصاعد الخلاف التجاري وتحول لحرب “بادمي” بدأت في 6 مايو 1998، ونتج عنها في مايو 2000، مقتل 100 ألف شخص من الجانبين، إضافة إلى آلاف الجرحى والمعاقين والأسرى والنازحين، وأُنفق خلالها 6 مليارات دولار، قبل أن يوقع الطرفان اتفاق سلام في الجزائر لإنهاء الحرب. ونصّت اتفاقية الجزائر على الوقف الفوري للحرب، وتشكيل لجنة قضاة دوليين لترسيم الحدود، فقضت بتبعية منطقة “مثلث بادمي” الحدودي المتنازع عليه، لصالح إريتريا، إلا أن إثيوبيا رفضت تنفيذ القرار، حتى جاء رئيس الوزراء آبي أحمد واعترف بقرار اللجنة لصالح إريتريا. ووقّع البلدان اتفاق سلام في يوليو الماضي أنهى قطيعة 20 عاماً، واتفقا على تطبيع العلاقات وفتح السفارات، والانتقال الحر للأشخاص عبر الحدود، وأعادا افتتاح خطوط الطيران في العاصمتين، والاتصال الهاتفي الدولي، فضلاً عن السماح لإثيوبيا التي لا تملك حدوداً بحرية باستخدام الموانئ الإريترية. وبعد توقيعهما لاتفاقية المصالحة، زار رئيس وزراء إثيوبيا المملكة في أول زيارة خارجية له بعد تسلم منصبه، فيما زار الرئيس الإريتري أسياس أفورقي المملكة بعده في يوليو الماضي، وقد أشاد الرئيسان في بيان مشترك صدر في 24 يوليو الماضي بالدور السعودي في جهود إنهاء الخلاف بين بلديهما، والإسهام في جلب الاستقرار إليهما.