روسيا البيضاء أو بيلاروسيا باللغة الإنجليزية ويعتقد سبب التسمية يعود إلى الملابس البيضاء التي كان السلافيون يرتدونها، وهي أحدى دول الاتحاد السوفيتي السابق واستقلت في 25 أغسطس 1991م ، في السابق كان الحصول على التأشيرة البيلاروسية يحتاج إلى دعوة من مكتب سياحي أو فندق لكن في شهر فبراير عام 2017م تغير نظام التأشيرة وسمحت بمواطني دول الخليج بالدخول لمدة خمس أيام دون تأشيرة وهذا مؤشر جيد لتطوير السياحة والذي بدأت تنتهجه دول السوفيت السابق مثل أذربيجان وقرغيزستان وجورجيا ... ولكن لازالت التأشيرة معقدة في تركمانستان وأقل تعقيداً في دول مثل كازاخستان أوزبكستان ... ولأن بيلاروسيا تشترك بحدود مع أوكرانيا كانت لي فرصة لزيارتها حيث أن المسافة من كييف عاصمة أوكرانيا إلى مينسك عاصمة روسيا البيضاء 500 كم وتذكرة الطيران لا تكلف سوى (300) ريال اتجاه واحد وذلك لاتباع طريقة تخفيض تكاليف السفر بالاستفادة من زيارة أكثر من دولة تكون قريبة من بعضها . بالرغم من أن إجراءات الدخول كانت ميسرة إلا أن في روسيا البيضاء وبعض دول السوفيت تتبع أنظمة معقدة بخصوص أثبات السكن فيتم منحك من قبل الجوازات ورقة تقوم بختمها من الفندق الذي سكنت فيه ويتم إعادتها في حال خروجك من الدولة وإذا فقدتها تدفع غرامة مالية . وعند الخروج من المطار والتوجه إلى وسط العاصمة مينسك كان الطريق مبهر بجمال الطبيعة حيث أن الغابات تغطي 40% من مساحة أرضيها البالغة ( 207.595 كم ) وبالرغم أن بيلاروسيا كانت تحت حكم الاتحاد السوفيتي إلا أنه يوجد فرق واضح واختلاف كبير بين دول السوفيت التي زرتها سابقاً في طريقة تصميم الشوارع والطرق الواسعة والرصف الإبداعي والمباني ذات التصميم الإستاليني مثل شارع الاستقلال والتحف المعمارية في وسط مينسك وهذا ما يؤكد بأن روسيا البيضاء أجمل دول شرق أوروبا . أما من ناحية السياحة فهي دولة لازالت في بداية الانفتاح السياحي مما يجعل مشاهدة السياح شيء نادر وهذا ما جعل شكل السياح بالنسبة لهم مستنكر خاصة أصحاب البشرة ذات اللون البرونزي والحنطي والأسمر ... وتركيز النظرات عليك خاصة من الأطفال ولا تستغرب إذا قام شخص بإيقافك لغرض التصوير معك لأنك بالنسبة لهم شخص تتمتع بمظهر غريب عنهم، في روسيا البيضاء يوجد إمكانيات سياحية مميزة من فنادق وشبكة نقل متطورة (قطارات ، مترو، حافلات، ترام) ومراكز تجارية حديثة وقرى سياحية إضافةً إلى جمال الطبيعة والمراكز الصحية وكثرة الحدائق والمتاحف أشهرها خط ستالين الذي يبعد عن العاصمة ( 30 كم ) ويعرض فيه الدبابات العسكرية والمدرعات والصواريخ .... والتي من خلاله يمكن تجربة الرمي بالدبابة والرشاشات، ومتحف القطط الذي يقوم بجمعها من الشوارع ورعايتها مما جعل مشاهدة القطط في شوارع مينسك شيء نادر، وتمتلك بيلاروسيا أربعة مواقع ضمن التراث العالمي اليونسكو : قلعة مير وقلعة نزفيز وحديقة بيلوفيزكايا بوششا وستروف الجيوديسية . ولان روسيا البيضاء تشتهر بشركة بيلاز التي تصنع أكبر شاحنات في العالم ويمكن لشاحنة واحدة نقل حمولة (450 طن) مرة واحدة وتعتبر فخر الصناعة البيلاروسية فجعلوا منها مزار سياحي . وبالرغم بأن روسيا البيضاء من الدول الحبيسة التي لا يحدها البحر إلا أنه يوجد بها أكثر من (11.000) ألف بحيرة وثلاثة أنهار رئيسية وهي نيمان وبريبيات ودنيبر . أما من ناحية المطبخ البيلاروسي الذي يتميز بتنوع الأصناف وأشهرها (الدرانيكي): الذي يتكون من البطاطا المهروسة والفطر، وشوربة (البورش): تعمل بالشمندر ليعطيها اللون الأحمر مع إضافة الخضار والقشطة . وأخيراً حسب قاعدة بيانات (نومبيو) نسبة الأمان في روسيا البيضاء 73% أما تكلفة المعيشة فهي أقل بنسبة 30% من السعودية . بقلم سعد بن سليمان الفريخ