لم أتخيل أن يأتي يوم وأدعو فيه أشخاص على لحم كلب لكن هذا ما حدث بالفعل في هانوي عاصمة فيتنام في السابق كل ما أعرفه أن من يأكل لحومها هم بعض كبار السن من الكوريين، وسكان شرق تايلاند، وفي مدينة باغيو بالفلبين، وبعض الصينيين خاصة في مدينة يولين التي يقام فيها مهرجان سنوي بهذا الخصوص، لكن تفاجأت بأن الفيتناميين من عشاق لحوم الكلاب بل ويحتلون مراكز متقدمة في استهلاك لحومها ، تعرفت على ذلك من خلال رحلة سياحية إلى خليج هالونج باي فكانت المرشدة السياحية تسأل جميع من كان في الحافلة من سياح هل تأكلون أي شيء؟ فأجابتها سيدة بريطانية تجلس بجانبي نأكل كل شيء باستثناء لحوم الكلاب ردت المرشدة بأنه إذا كان الكلب صغير يكون لحمه لذيذ . وهذا ما جعلني أفكر أن أدعو أصحاب المكتب السياحي الذين قاموا بترتيب جميع رحلاتي في فيتنام (هالونج باي وتام كوك وسابا) بدعوتهم على كلب فقيمة الوجبة لا تتجاوز 18 دولار ومنها إكرامهم على ما بذلوه من جهد ومعرفة طقوس أكل لحم حيوان يعتبر مقزز بالنسبة لنا إضافةً إلى أني لا أستطيع تجربته لاعتبارات دينية . وفي هانوي يوجد (30) مطعم يقدم لحوم الكلاب وحسب موقع "AnimalPeopleNews" بأن الشعوب التي تأكل الكلاب هم : فيتنام يستهلكون حوالي 502 ألف كلب سنوياً . تايلاند 52 ألف كلب سنوياً . تايوان من 20 ألف إلى 50 ألف كلب سنوياً . كوريا الجنوبية من 1 إلى 3 مليون كلب سنوياً . الفلبين في مدينة باغيو 992 ألف كلب سنوياً . لاوس لا يوجد نسبة تقريبية للاستهلاك . إندونيسيا نسبة الاستهلاك الأكبر تقع في كلا من (اياك) و (كاليمانتان) وشعب (باتاك) شمال سومطرة . الهند في مدينة ناجالاد 10 آلاف كلب سنوياً . الصين في المحافظات الجنوبية من 6 إلى 8 ملايين كلب سنوياً . كمبوديا لا توجد نسبة واضحة ولكن حسب التقرير بأن الذين يأكلون لحوم الكلاب بعضهم مسلمين من أصول شامية ويشكلون 1% من جملة السكان . ولأن فكرة الدعوة على كلب أعجبتني فما كان مني إلا أن دعوتهم مرة أخرى ولكن على أفاعي فهم يأكلون جميع ما في الأفعى حتى الجلد لدرجة أنهم يشربون دمها ومرارتها، وفي بعض ثقافات الشرق أسيوية يعتقدون بأن لحوم الكلاب ومرارة ودم الأفاعي تعتبر مفيدة وتقي الجسم من الأمراض . على أي حال ، لم أجد إجابة على استنكارنا لأكل الكلاب والقطط والتماسيح والحشرات والديدان الغنية بالبروتين ... وغيرها فإذا تجاوزنا النصوص الدينية لا يبقى لدينا غير عادات اجتماعية وحدود ثقافية وظروف معيشية ترتبط بعامل البيئة والجغرافيا كما حدث مع الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قدم إليه الضب قال لا يكون بأرض قومي فأجدني أعافه . بقلم سعد بن سليمان الفريخ