ينشط هذه الأيام مئات الآلاف من السعوديين رجالا ونساء على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يقومون يومياً بالتغريد تحليلا وتعقيبا على آخر المستجدات السياسية على الساحة الخليجية والعربية دفاعا عن الوطن وعن دول الخليج، حيث أثبتت مواقع التواصل الاجتماعي مثل (تويتر) في ظل الهجمة الشرسة على المملكة وعلى بعض دول الخليج، أنها لم تعد ناقلا للأحداث فحسب؛ بل صانعاً لها. انخرطتُ منذٌ فترة من الزمن في التغريد على (تويتر) ، حيث وجدت فيه منبراً حراً للتعبير عن آرائي في الدفاع عن الوطن دون أي توجيه أو إملاء من أحد، و كان من الملفت حين بدأت بالمشاركة بالحوارات على (تويتر) كمية الحقد والنفاق عند العديدين ممن نشطوا بالدفاع عن سياسات الأنظمة المعادية للمملكة، حيث يتبين لأي مراقب لتغريدات هؤلاء أنهم يمتهنون دس السم في العسل، فشعاراتهم الوطنية تترافق دائماً مع دس الأكاذيب وممارسة التضليل بحق الوطن وقيادته ورموزه. بعد مرور أكثر من عام لي على (تويتر) والغوص بثنايا هذا العالم الافتراضي، تكشفت لي تفاصيل ومعلومات عن طريقة عمل هؤلاء الأعداء الذين يهاجمون الوطن وقيادته ورموزه؛ فهم أشبه بشبكة، يعملون معاً بطريقة مبرمجة عبر التنسيق المتواصل مستخدمين برامج الرسائل النصية (الواتس اب) أو خدمة الرسائل النصية الخاصة على (تويتر) المعروفة ( دي ام) وبمعرفات أجنبية وأسماء سعودية وأحيانا وهمية. ويقوم بعضهم بالتحايل على المغردين بشراء المتابعين لخلق انطباع بأنهم ذوو شهرة أو مصداقية عالية. كل هذا التنسيق هدفه الأول والأخير؛ الطعن بالرأي الوطني والتشهير بكل من يتبناه، حيث وصل بهم الأمر إلى تهديد بالقتل، أو اتهامهم بالعمالة، أو التحري عن ماضيهم سواء كان حياتهم الشخصية أو حساباتهم البنكية أو أي انتفاع من امتيازات منصب سابق أو مكرمات ليقوموا لاحقاً بنشر المعلومات على (تويتر) كشكل من أشكال الابتزاز والضغط والترهيب. وتجدر الإشارة هنا إلى أن بعضهم يلجأ لطرقِ أكثر ابتكاراً في محاولة لكسب الطرف الأخر إلى جانبه، ويكون ذلك عن طريق بناء علاقة اجتماعية معه، تبدأ بعزيمة أو لقاء، و هذا الأسلوب متبع حصرا مع أكثر المغردين نشاطاً وشعبية. أمام هؤلاء المجرمين ومن يقف خلفهم، نحن اليوم بأمسّ الحاجة لرصّ الصفوف والتلاحم، فالوطن يناشد أبنائه الآن أكثر من أي وقت مضى للتوحد بتقريب المسافات، ونبذ الخلافات. وعلى المغردين على (تويتر) من مختلف التوجهات ان يدركوا أننا بالرغم من اختلافاتنا أحيانا سنبقى أبناء وطن واحد نتشارك فيه نفس الهموم والمصير، وعلينا نبذ شخصنة النقاشات فيما بيننا وان نسعى لردم الهوة عبر حوارات راقية وبناءة يحترم فيها كل منا وجهة نظر الآخر، وعلينا التصدي لكل من يحاول تعكير صفو الحوار. نعم هنالك من لا يريد الإصلاح في هذا الوطن العزيز لأنه سيكون أول المتضررين منه، ولذلك علينا تعرية هؤلاء وتفويت الفرصة عليهم لاستغلال الخلافات وتعميقها وإلهائنا بمشاكل ثانوية، فتضيع بوصلتنا ولا نتمكن من الوصول إلى هدفنا الشريف بالقضاء على الفساد والنهوض بوطننا الغالي نحو مستقبل مشرق وواعد والتصدي لحملات التشويه والعداء التي يستهدف الجميع. إن المغردين جنود لهم دورهم كبير، حيث كرسوا أنفسهم وأوقاتهم وضحّوا بالكثير للدفاع عن هذا الوطن المعطاء بكل السبل، لم يحتمل أحد الإساءة لدولتنا الفتية، فما كان منهم إلا تسخير أقلامهم وحروفهم وكلماتهم، وعباراتهم وتغريداتهم، ومدوناتهم، ومقالاتهم للدفاع عن الوطن الذي ننطق باسمه عشقاً، وقد أثبت هؤلاء أن الوطن في قلب كل مواطن وأن الدفاع عنه واجب لا تفضل.. نشكر جنودنا البواسل على الحدود والمغردين والكتاب المخلصين الذين لهم أكبر الأدوار في كشف مؤامرات ومخططات الأعداء، والدفاع عن الوطن، ونتمنى الاستمرار بشكل منسق وأكبر ليعلم العالم أننا يد واحدة وأن الوطن بالنسبة لنا خط أحمر.