سال بفضل الله وحمده وادي العين حوالي الساعة العاشرة مساء الأثنين 19/5 /1431ه على أثر هطول الأمطار الغزيرة التي شهدتها المنطقة ، وقد واصل جريانه شاقاً طريقه مشرقاً حتى الوصول والإستقرار بمركز نعجان حوالي الساعة 7 صباح يوم الثلاثاء 20/5 /1431ه ،وأشارات مصادر أن وادي العين يسيل مرة أخرى خلفاً للسيلة السابقة بصورة أكبر وأضخم مفترشة في ذلك عرض الوادي بشكل واسع تزامناً مع هطول الأمطار الرعدية الغزيرة التي هطلت مساءاً في نفس يوم الثلاثاء . وعلى صعيد آخر شهد مركز نعجان حالة غرق مع قدوم السيول التي أتت من وادي العين صباح يوم الثلاثاء 20/5/1431ه ، وذلك في حوالي الساعة 8 صباحاً واستمرت حتى إخراجها بعد الظهر بواسطة أهل الشهامة والبطولة من المواطنين ، حيث سلك أحد المواطنين طريقاً للخروج بعد إحتجازه بين شعيبين وهما ظليما من جهة الشرق وبهيتان من جهة الغرب حيث كان قبل وصول السيل وجريانه في الشعاب يضع مركبته في موقع بين هذه الشعيبين المذكورين وقد ركب مع أحد الرفقاء بقصد الرجوع مرة أخرى قبل وصول السيل ولكن السيل كان أسبق ، وقد حاول بمركبته الخروج مع شعيب بهيتان ونتيجة لقوة جريان السيل أدى إلى انجرف السيارة ، وقام قائد المركبة بطلب النجدة واستطاع بفضل من الله من النجاة إلا أن مركبته الحديثة الصنع علقت لدى مجرى السيل وامتلئت بكميات المياه التي اصطحبت معها الطين وما شابه ذلك . وقد تم طلب الغوث والإنقاذ والنجدة من الدفاع المدني (998) بحكم الإختصاص لمثل هذه الأوقات التي يحصل فيها الكوارث فتم الرد ( إذا كان الشخص معافى فإذاً نمليك رقم سطحة وأنت تنسق معه وتذهب به لأجل حمل المركبة ..... وبعد التشديد في اللهجة بسرعة الحضور لأجل الإنقاذ أفادوا أن هنالك أولويات وهكذا من أنواع المماطلة واللا مبالاة وعدم التجاوب ). وقد صاحب ذلك تنديد شديد وامتعاض من قبل المواطنين الذين اندهشوا بقيام الدفاع المدني بهذا التصرف الذي ينبئ عن الإهمال والتقصير في القيام بالواجبات الميدانية وقت جريان السيول و حصول النكبات خصوصاً ان الطقس لا يزال مهيأ لمزيد من الأمطار وجريان السيول مرة أخرى ، والملفت للنظر كذلك هو عدم تجاوب وتعاون فرقة الطوارئ التابعة للبلدية التي كان متواجد معها (شيول كبير) والإعتذار من قبل العاملين بأنه لابد من مخاطبة رئيس فرع البلدية الذي لم يكن متواجداً وقت الدوام في فرع البلدية بنعجان بحجة أنه متعب من الليل وأن نائبه هو من يقوم مقامه في حال غيابه ، ونائبه يقول لابد من قول الرئيس وكل واحد يرمي على الآخر ، وبعد طول انتظار وتحت لهيب الشمس الساخنة إستعان الحاضرين بأحد ملاك الشيولات من المواطنين المجاورين لموقع الحالة بعد يأسهم من حضور فرق الدفاع المدني وهم أبناء ناصر بن محمد اليوسف حيث مدوا يد المساعدة والعون ولم يترددوا في تقديم السبل الكفيلة التي تضمن خروج المركبة . وقد قام جمهور الناس الحاضرين بتقديم المساعدة ذاك يحضر حبلاً وذاك يقدم مشورة وذاك ينسق في كيفية الخروج إلا أن البطلين ابراهيم بن عبدالعزيز الغملاس وناصر بن ابراهيم العثمان ممن كانوا متواجدين من الجمهور قاموا بعمل وجهد إنساني نبيل يميزهم عن غيرهم حيث يتمثل ذلك بقيامهم بالغطس والتضحية والقفز بوسط مجرى السيل مدخلين رؤسهم تحت الماء لأجل وضع الشداد لسحب المركبة ، وقد انكتمت أنفاسهم وقت ذلك وهم يصرون ويعاودون مرة أخرى بالغطس لمدة أطول من السابقة ضاربين بذلك أروع الأمثلة في التفاني وروح الإخاء التي تدفعهم نحو بذل أغلى مايمكن بذله في سبيل تحقيق التعاون والإنقاذ الإنساني لصديقهم . وعلى ذلك قدم جمهور المواطنين الحاضرين والأهالي في مركز نعجان وغيرهم شكرهم الجزيل للبطلين ابراهيم بن عبدالعزيز الغملاس وناصر بن ابراهيم العثمان على موقفهما الشهم نحو ما قاموا به ، وقد جاء ذلك على النحو التالي : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده ، وبعد : إلى الشهمين الفذين ابراهيم بن عبدالعزيز الغملاس وناصر بن ابراهيم العثمان وفقكما الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد : فقد سرنا ما شاهدناه بأعيننا من موقفكما الشهم تحت لهيب الشمس الساخنة من يوم الثلاثاء الموافق 20/5/1431ه ما بين الساعة 8 إلى مابعد الظهر الذي رأينا فيه من خلال ذلك أبهى صور التعاضد والتلاحم والوفاء المخلص للقرناء ، حيث ومع قدوم سيول وادي العين إلى نعجان وتفرعها عبر الشعاب وما وقع في أثناء ذلك من قضاء وقدر من ناحية جرف السيل لأحد مركبات المواطنين التي كان قائدها راكباً على متنها لاكن الإرادة الإلهية أنقذته عبر خروجه من المركبة بشكل سريع والفرار من السيل حيث وقع ذلك عندما أراد عبور شعيب بهيتان الذي يجري من جهة الشمال إلى الجنوب من نعجان عبر تفرعه من وادي العين بعدما بقيت مركبته بين شعيبين في وقت سابق قبل مجيئ السيل وأراد إخراجها بعد إنحصارها ، ونحن إذ نندد بإهمال الدفاع المدني في عدم التجاوب مع الحالة حيث لوحظ الإهمال واللامبالاة من خلال الإبلاغ على العمليات (998) فور وقوع الحالة والإجابة بردود وكلام ينافي طبيعة وواجب عملهم من ناحية التواجد والحضور وقت السيول والكوارث ، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله ، لذا يطيب لنا أن نشيد ببذلكما وجهودكما الوفية التي هي محل تقديرنا وهي ليست بمستغربة عليكما كأبناء لهذا البلد المعطاء الذي يرتكز بناءه على ثوابت ومبادئ وقيم أصيلة راسخة منذ القدم ، ويحق لنا الفخر والاعتزاز بأن نقدم لكما الشكر الجزيل والثناء العطر النابع من صميم فؤادنا على ما قمتما به من عمل بطولي ونبيل خلال الغطس في وسط مجرى السيل والتضحية والقيام بتخليص المركبة من الهلاك وما صاحبكما من تعب شديد وإرهاق نتيجة ماقمتما به ، ونسأل الله سبحانه وتعالى بأن يوفقكما إلى مافيه الخير والصلاح .