لليوم الثالث على التوالي يفترش العم مبروك الذبياني الثرى تحت ظل شجرة في وادي الدوداء شمال المدينةالمنورة يحسب الثواني واللحظات بانتظار أن يجد رجال الدفاع المدني ابنه وزوجة ابنه بعد أن عثروا مساء أمس على جثة رفيقة عمره نوف التي أمضى معها نحو 7 عقود ولقيت مصرعها في السيول التي شهدتها المدينةالمنورة الأربعاء الماضي. مصيبة العم مبروك ليست في رفيقة عمره فقط بل في ابنه سلامة في العقد الرابع من عمره الذي لا يزال مفقودًا وزوجة ابنه مريم.. الكارثة التي حلت على الأسرة التي ينتظر كافة أفرادها من عدة أيام العثور على مفقوديهم بدأت ملامحها مساء الأربعاء الماضي حين جرف السيل مركبتهم خلال عبورهم سيل وادي الدوداء في طريقهم إلى البيضاء مرت اللحظات سريعة ورجال الدفاع المدني والمواطنون يحاولون إنقاذهم دون جدوى حيث عثر على المركبة وقد سحبتها السيول ولم يعثر على أحد من ركابها واستمر البحث ليومين حتى عثر مساء أمس على جثة المسنة نوف وقد سحبتها السيول لأكثر من 2 كم حيث السد الذي استقر جثمانها رحمها الله به، وحتى لحظة إعداد هذه المادة يواصل رجال الدفاع المدني أعمال البحث عن المفقود سلامة وزوجته مريم فيما تملك اليأس العم مبروك وأبناءه وأقاربه من وجودهم أحياء وكان الصمت هو المخيم على المكان فيما لا تهدأ ذاكرة العم مبروك الممتلئة بالذكريات يترجمها لسانه دعوات للمفقودين بالرحمة، يعزي بها نفسه ويصبرها على قضاء الله وقدره بعد أن التف حوله أقاربه في مشهد ربما كان لحضور المسؤول فيه قدر من الإنسانية قد تخفف من المصاب الجلل للعم مبروك وقد تعبر الصورة عن حالهم ووضعهم بشكل أدق مما قد نكتبه. حيث لا يزال الدفاع المدني بالمدينةالمنورة يشاركه عدد من المتطوعين قدموا موخرًا من المدينة وخارجها يبحثون عن مفقودي سيل وادي منتزه البيضاء شمال المدينةالمنورة وهم مواطن في العقد الرابع من عمره وزوجته في العقد الثالث من العمر جرف مركبتهم سيل وادي البيضاء قبل ثلاثه ايام عندما كان المواطن وزوجته ووالدته بطريقهم لمنتزه البيضاء وفق ما رواه شقيقه علي سلامة الذبياني والدموع تنهمر من عيونه وبدا الإعياء واضحًا عليه والذي أضاف قائلا: بعد أن تم العثور علي جثمان والدتي التي كانت ترافقهم تأملت أن يتم أيضًا العثور على جثمان شقيقي وزوجته ولكن مر ثلاثة أيام ونحن ننتظر بهذا المكان على أمل العثور على الجثمان، موكدًا أن الدفاع المدني يبذل جهودًا ويتمنى زيادة الإمكانيات لسرعة العثور علي المفقودين وعن تفاصيل انجراف مركبتهم الونيت ذات الدفع الرباعي قال جرف مركبتهم السيل بينما كانوا يعبرون الطريق الزراعي المسفلت المتجه للبيضاء حيث داهمهم السيل وهم يعبرون الطريق. ووفقا لصحيفة المدينة تمنى الذبياني إنشاء عبارة في ذات المكان حتي لا يروح مستقبلًا ضحايا آخرين فيما انتقد هو وذوو المفقودين غياب مديرية المياه الجهة المسؤولة والمشرفة على السد حيث يقول نطالب من يومين بخفض مياه السد والمرتفعة جدًا مما حال دون الوصول للمفقودين، وأضاف: ننتظر هنا الوصول للمفقودين ولن نغادر المكان حتى يتكمن الدفاع المدني من الوصول لهم، موكدًا أن هناك جهودًا من الدفاع المدني تبذل ولكن يتمني زيادة عدد القوارب والغواصين والأهم مخاطبة مديرية المياه لخفض منسوب المياه، وأكد عبدالله الذبياني أحد أقارب المفقودين أن وجود طريق زراعي دون عبارة يمر من وسط مجرى سيل يشكل خطرًا، متمنيًا من أمانة المدينة سرعة التدخل حتى لا يسقط ضحايا في المستقبل لاسيما وأنه طريق يوصل لمنتزه، يكون محط أنظار أهالي المدينة لنزهة وقت هطول الأمطار كما ألقى باللوم على جمعيه الهلال الأحمر بعدم وجود فرقة بالموقع طيلة أعمال البحث لكي تساهم في نقل أي شخص يصاب من المشاركين أو ذوي الفقيد المتواجدين. دخيل الله مصلح أحد أقارب المفقودين طالب مديرية المياه بالتدخل لفتح السد وخفض منسوب المياه بأسرع وقت ممكن موكدًا غيابهم عن الحادثة مطالبًا الدفاع المدني بزيادة عدد القوارب والغواصين لسرعة الوصول للمفقودين، موكدًا أن جميع ذوي المفقودين بحالة نفسية سيئة.