قال عدد من الموظفين السعوديين السابقين بأحد الفنادق الشهيرة في مكة: إن إدارة الفندق فصلت أكثر من 50 موظفًا سعوديًا وأجبرت آخرين على تقديم استقالاتهم دفعة واحدة ودون وجه حق، واتهموا الإدارة التي يتولاها وافدون بممارسة ضغوط وإساءة معاملة الموظفين السعوديين تهدف لتحجيمهم أو إبعادهم لإحلال وافدين مكانهم، فيما رفض مسؤول العلاقات العامة بالفندق، ومدير العلاقات العامة في مكتب العمل بمكة التعليق على ما ذكره الموظفون. وبحسب صحيفة المدينة قال الموظفون: إنهم تضرروا من ممارسات ومخالفات الإدارة، مثل التجاهل أو التحايل على حقوق الكادر السعودي التي تنص عليها أنظمة العمل، حتى وصل الحال بهم إلى العزوف عن توطين الوظائف، وإحلال جنسيات أخرى عوضًا عن ذلك، ما أسفر عن وجود تكتلات من هذه الجنسيات تنظر إلى شباب الوطن بصفته تهديدًا لمستقبلها وتضرب بطموحاته عرض الحائط، وطالب الموظفون الجهات المعنية بالتدخل لإنقاذ مستقبل شباب الوطن العاملين في الفندق. وأكدوا أن من المخالفات التي وقعت فيها الإدارة تشمل وجود نسبة كبيرة من العمالة غير النظامية، والتستر عليها بشكل مسبق عند كل حملة تفتيشية، وعدم تطبيق نسبة التوطين بالشكل المطلوب، والتحايل على النظام من خلال توظيف غير السعوديين في الوظائف الإدارية مع عدم العمل أيضًا على إحلال السعوديين في هذه الوظائف، إلى جانب تسبب الإدارة في الحد من تطور الكادر السعودي، خوفًا ومنعًا لعملية الإحلال بالكادر الوطني، وكذلك سوء المعاملة التي يتعرض لها الموظفون السعوديون من بعض المديرين والمشرفين غير السعوديين. وتحدث سلطان السبهاني بحرقة عن المشكلة التي واجهها الموظفون السعوديون بالفندق قائلًا: لاحظنا أن هناك تحجيمًا للموظفين السعوديين من قبل إدارة الفندق وجميعهم من جنسية عربية والضغط النفسي عليهم، ووجدنا أن هناك توجهات من قبل مسؤولي الشركة باستبدال الموظف السعودي بشكل تعسفي وتعيين أبناء جلدتهم في عدة مناصب ومنها وظائف قصرها النظام على السعوديين فقط مثل مدير الأمن ومدير الموارد البشرية، وأضاف: وبصفتي مدير المكاتب الأمامية بالفندق -قبل استقالتي- حذرت المسؤولين في أحد الاجتماعات من القيام ببعض التصرفات غير اللائقة ضد الموظفين السعوديين، ولكن الإدارة رفضت كل ما ذكرته، وبعد فترة من الزمن خرج علينا مدير الفندق يسأل عن سبب عزوف السعوديين عن العمل لدينا، ونحن أبلغناه بالأسباب ومنها تحجيمهم ومحاولة إبعادهم من خلال بعض التصرفات غير اللائقة، إلا أنه لم يبد أي ردة فعل إيجابية وتجاهل كلامنا. وأضاف السبهاني: فوق ذلك اتهمني باتهامات غير صحيحة ولم تكن في الحسبان وبدون أدلة وإثبات وهدفها هو تشويه سمعتي وإخراجي من الفندق وبعدها تعاملوا معي بأسلوب لا يمكن أن يقبله عاقل في بيئة عمل حتى أجبروني على تقديم الاستقالة. وأشار صالح مريكي وهو مدير مناوب قسم المكاتب الأمامية سابقًا: قدمت الاستقالة بعد أن أجبرت عليها بسبب الضغط النفسي الذي كانت تمارسه الإدارة معي، وكان بدايتها أجبار مدير المكاتب الأمامية على الاستقالة بعد ممارسة ذات الضغط عليه، ووضعوا مكانه مديرًا من أبناء جلدتهم لا يمت للعمل الإداري بأي صلة حيث كنا نحن نعلمه طرق العمل الإداري مع العلم أنه يتقاضى ضعف رواتبنا الشهرية. وأما حاتم فؤاد نائب مدير المكاتب الأمامية سابقًا فأوضح أن ما حدث من استقالات والفصل هو عبارة عن تراكمات خلال عدة سنوات ماضية من التهميش والتحجيم وعدم إنصاف الموظفين السعوديين من ناحية الترقيات وزيادة الراتب وعدم إعطائهم دورات تدريبية مقارنة مع الموظفين غير السعوديين الذين هم من نفس جنسية الإدارة الوافدة، بالإضافة إلى أن الإدارة كانت تطبق بحق السعوديين أقصى العقوبات في حال وجود أي مخالفة عليهم داخل بيئة العمل بينما لا تطبق العقوبات بحق الجنسيات الأخرى. فيما قال أشرف الزهراني مدير مناوب سابق: إن تفاصيل المشكلة تكمن في الإدارة الوافدة التي لا تحترم الكادر السعودي الموجود في الفندق وتحاول جاهدة جلب كوادر وافدة غير مؤهلة من نفس جنسية الإدارة بدلهم، وأجبرونا على الاستقالة والبعض منا تم فصلهم بشكل تعسفي بغير وجه حق رغم أنه أمضى مع الفندق 5 سنوات منذ افتتاحه. وأكد أحمد باوجيه مشرف المكاتب الأمامية سابقًا: أن سبب استقالات الموظفين السعوديين من الفندق هو الضغوطات النفسية التي كانت تمارسها الإدارة الوافدة معهم. من جانبه، رفض مسؤول العلاقات العامة والإعلام بالفندق عندنان اليامي التعليق على هذه القضية، قائلًا أنا لا أؤكد ولا أنفي، ولست مخولًا للحديث مع وسائل الإعلام.