التقط أحد مصوري "رويترز" الذين يغطون موسم الحج صورة لطفلة متعلقة بأسوار الكعبة في أول أيام عيد الأضحى، كأنها تريد أن تحتضن بيت الله الحرام بين راحتيها وفي ذات الوقت تنظر إلى السماء بعينين دامعتين في مشهد إيماني تقشعر له الأبدان. رهبة المكان وقدسيته ألقت على وجه الطفلة الصبوح وعينيها المرقرقتين بالدموع نورا وبهاء عزّ نظيره. في الصورة نرى جدار الكعبة المشرفة التي ألصقت به الفتاة خدّها وخطوطه المحفورة واضحة، لكن لباس الكعبة الذي تم تجديده أمس المواقف ليوم عرفة لم يظهر في الصورة حيث لا تسدل الكسوة إلى أسفل الكعبة حتى لا يمنع ذلك الطائفين من ملامسة جدارها المبارك. إلصاق الطفلة لخدّها بجدار الكعبة وإن كان عفويا، لكنه يذكر بإلصاق الرسول صلى الله عليه وسلم قدوة المسلمين الأول بخدّه الأيمن الشريف على جدار الكعبة المشرفة في موضع سمي بعد ذلك ب"الملتزم"، وكأن فطرة الإسلام هي من حركت هذه الفتاة الصغيرة لتتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم.