أكد وزير التعليم الدكتور عزام بن محمد الدخيّل أن التعليمُ في بلادِنا يرتكز على رؤيةٍ واضحةٍ منطلَقُها الإسلام السمح، وروحِ الولاءِ للهِ سبحانَهُ وتعالى ثُم للمليكِ والوطنِ، وترمي توجهاتنا المستقبلية إلى إعداد الطالب والطالبة علمياً ومهارياً وبناء الشخصية الإيجابية المؤمنة بالقيم المعززةِ للعملِ والإنتاج، مما يجعلها أساس التنمية وأداتها. وقال في كلمته بمناسبة انطلاقة العام الدراسي الجديد " برؤيةٍ تتلمسُ العُلا، وعزمٍ صادقٍ على العملِ والجدِّ، يحدوه تفاؤلٌ بالتفوقِ والتميز؛ نبدأ عامَنا الدراسيَ الجديدَ سائلينَ اَللهَ العليَّ القديرَ أنْ يجعلَهُ رياضَ علمٍ لأبنائِنا وبناتِنا، وقطافَ منجزاتِ علمٍ وتعلّم". وأضاف: "ينطلق هذا العام وفق توجيهاتٍ رشيدةٍ من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظَهُ الله، وسموِ ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف حفظه الله، وسمو ولي ولي العهدِ صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظهُ الله، توجيهات دشّنتْ مرحلة جديدة من مراحل التعليم في المملكةِ العربية السعودية، بأمر سام كريم بدمج التعليم العام والتعليمِ العالي في وزارةٍ واحدةٍ، تحقيقاً للتكاملِ في منظومةِ التعليمِ، وتحسيناً لأداءِ القطَّاعين من خلالِ الاستثمارِ الأمثلِ والأجودِ لكافة الموارد، وإلى هذه الغاية بسطت القيادةُ المسددةُ كافة السبلِ والإمكانياتِ لتطويرِ نُظم التعليمِ وتحسينها في كافةِ مراحلهِ، وهذه الحفاوةُ الكريمة تحمِّلُنا جميعاً في كافة قطاعاتِنا بالوزارةِ وفي الجامعاتِ والميدانِ التعليمي مسؤوليةً كبيرةً وعظيمةً لبذلِ المزيدِ من العملِ والجهدِ لتنشئةِ أبنائِنا وبناتنِا وتعليمهم على نحوٍ حضاريٍّ يليق بطموحاتِ القيادةِ الحكيمةِ، ويلبّي تطلعات شعبنا الكريم". وتابع: "نأملُ مع مطلعِ هذا العامِ الدراسي أن تكونَ مدارسُنا وجامعاتُنا بيئاتٍ خصبةً لتلبيةِ تطلعاتِ أبنائِنا وبناتِنا، وأكثرَ قدرةً على تقديم المعرفةِ وتوليدها، وتعزيزِ الدافعيةِ نحوَ العلمِ والتعلم، وتنمية المهارات الاجتماعية والشخصية". وفق "تواصل". وأشار الدخيّل إلى أن أبنائه الطلاب وبناته الطالبات أملُ هذهِ البلادِ ومستقبلُها، لذا تسعى وزارةُ التعليمِ بتوجيهٍ من القيادة الرشيدةِ إلى توفيرِ سبل المعرفة بصورة تجعلهم قادرينَ على تحقيقِ طموحاتِهم وخدمةِ بلدهم، فها هي مؤسساتُ التعليمِ العام تمتلكُ مقوماتٍ عظيمةٍ لأداءِ مهمتها، وكذا مؤسساتُ التعليمِ الجامعي التي تستند إلى بنيةٍ تحتيةٍ متطورة، وتعتمد منظومةً من مراكز البحث والتطوير لتكوّن محاضنَ المعرفةِ والإبداعِ وصناعةِ الأعمال، فتغدو جامعاتٍ منتجةٍ ومستثمرة في مخرجاتها المعرفية، ومولدة للفرص في سوق العمل. وقال في رسالة وجهها للمبتعثين والمبتعثات: "أبناءَنا المبتعثين.. بناتِنا المبتعثاتِ خارجَ الوطن لستُم مجردَ طلبةٍ مبتعثين غايتهم الوحيدة الحصول على شهادات ٍأكاديمية، بل أنتم سفراءُ وطن، وحملةُ إرثِ حضاري عظيمِ، وبيَن جوانِحكم رسالةٌ سامية، فاحملوا إلى العالم صوت وطنكم، وارسموا واقعاً صورته المشرقة، ودوره الحضاري العظيم، ولايغب عن خلدكم أن وطنكم يترقب رجوعكم، ويحتاجُ طاقاتِكم وإبداعَكم لِتُسهموا مع بقيةِ أبنائهِ في العملِ على رفعتهِ وازدهارِه، وكلنا ثقة بأنَّكم على قدرِ المسؤوليةِ ، وفي حجمِ تطلعاتِنا وآمالِنا حيالَكم". وفي رسالة أخرى وجهها للمعلمين والمعلمات قال الدخيّل "أُخواني وأخواتي المعلمينَ والمعلماتِ وأعضاءَ هيئةِ التدريس.. بكم تتحولُ الخططُ والسياساتُ إلى واقعٍ وفعل، وبكم تتفتَّحُ آفاقُ العقولِ نحوَ العلمِ والعمل، فأنتم منطلقُ عملياتِ التنفيذِ في الواقعِ الميداني، ولا معنى لخططِ الوزارةِ واستراتيجياتِها دونَ التنفيذِ المتقنِ من لدنكم، فيعلمُ اللهُ أنني أشاطرُكم عِظَمَ هذهِ الأمانةِ التي استودعَكمُ اللهُ إياها وجعلَها أمانةً بينَ أيديكم .. كونوا على قدرِ ما استودعَكمُ اللهُ إياها، وثقوا بأننا معكم تدريباً وتأهيلاً مستمرين، وسنسعى جاهدين إلى تعزيزِ دورِكم ومكانتِكم". وخاطب أولياء الأمور قائلاً: "أيُّها الآباءُ والأمهاتُ الكرام منكم وإليكم البَذرُ والحصادُ، وما كان لهذا الغرس أن يؤتي أُكُلَهُ إلا بمشاركتِكم لنا في المدارسِ والجامعاتِ، بالتواصل الإيجابي والتعاضدِ والتكاملِ في الأدوار والمناشط، فالأسرة ظهير رئيس لمؤسسات التعليم، ولهذه الأهمية شرعت الوزارةُ في تعزيزِ دورِها وتمتينهِ عبرَ برنامجٍ خاصٍ يُعززُ دورَ الأسرةِ، ويقوي مشاركتَها في منظومةِ العملِ التعليمي". وأبان وزير التعليم أن الوزارة تسعى مع شركائِها كافةً لرفعِ مستوى أداءِ المدارسِ والجامعاتِ، وجعلِها بيئةً نموذجيةً جاذبةً، من خلالِ توفيرِ حلولٍ إبداعيةٍ غيرِ تقليديةٍ في مواجهةِ التحدياتِ التعليمية، ومن ذلك إطلاق عددٍ من البدائلِ التعليميةِ الإلكترونيةِ لضمانِ استمرارِ العلميةِ التعليميةِ في الحدِّ الجنوبي، حيثُ أطلقتِ الوزارةُ 12 قناةً تعليميةً فضائيةً لجميعِ المراحلِ الدراسيةِ، وافتتحتِ الفصولَ الافتراضيةَ، وصممتِ الحقائبَ التعليميةَ الإلكترونية، والمقرراتِ التفاعلية، وأردفت ذلك كلَّه بإطلاقِ برنامجِ (عون) لتدريبِ المعلمينَ المتطوعينَ على تقنياتِ تقديمِ الدروسِ الإلكترونية، وأطلقتْ عدداً من المواقعِ الإلكترونيةِ المتخصصة في شرحِ الموادِ الدراسيةِ. وذكر أنه تمَّ إطلاقُ خدمةِ (تواصل) الإلكترونية، التي تتيحُ التواصلَ مع جميعِ مسؤولي الوزارةِ، "فما أحوجَنا لسماعِ رأيكُم الساعي للإصلاحِ، والداعمِ لنا لرفعِ كفاءةِ الأداءِ، والمعينِ على تحقيقِ أهدافِنا، مشيراً أن الوزارة نفَّذتِ العديدَ من المبادراتِ الفاعلة التي تُلبي احتياجاتِ فئات معينة من الطلاب، منها تدشينُ واحةِ التعليم لذوي الاحتياجاتِ الخاصةِ لتقديمِ خدماتٍ نوعيةٍ متخصصةٍ لهم، وتمَ إطلاقُ المبادرةِ الخاصةِ بالطلابِ والطالباتِ الموهوبينَ عبرَ تطبيقِ (فصولُ الموهوبين) داخلَ المدرسةِ مع بدايةِ هذا العامِ، وكذلك برنامجَ (فَطِن) الذي يسعى إلى وقاية طلابَنا وطالباتِنا من الفكر المنحرف والانتماءاتِ المشبوهة، ولهذه الغاية كذلك أسست الوزارة إدارةً تُعني بالأمن الفكري، وأطلقتِ برنامجاً خاصاً للعملِ التطوعي، تتوجهُ جائزةً سنويةً للتطوعِ في التعليمِ. وتابع الدخيّل: "وفي إطارِ سعينا نحوَ التكاملِ مع الجهاتِ الأخرى لتحقيقِ أفضل المستويات الاقتصاديةِ والتنمويةِ، إنفاذاً لتوجيهات صاحبِ السموِ الملكي الأمير محمدِ بنِ سلمانَ حفظهُ اللهُ رئيسِ مجلسِ الشؤونِ الاقتصاديةِ والتنميةِ عملتِ الوزارةُ على تعزيزِ التعاونِ مع العديدِ من الجهاتِ الحكوميةِ، فأطلقت بحمدِ اللهِ المرحلةِ الثالثةِ من برنامجِ خادمِ الحرمينِ الشريفينِ للابتعاث ( وظيفتُك وبعثتُك )، لتعزيزِ المواردِ البشريةِ، ولضمانِ استفادةِ الوطنِ بما ينسجمُ مع أهدافهِ التنمويةِ، وذلكَ بتوقيعِ عددٍ من اتفاقياتِ الابتعاثِ مع العديدِ من الجهاتِ الحكوميةِ والمصالحِ العامةِ، أما برنامجُ ( تعليم وعمل ) فأُطلق بالتعاون مع وزارة العمل ويهدف إلى مواءمةِ مخرجاتِ التعليمِ والتدريبِ مع متطلباتِ سوق العمل واحتياجاتِه، وتوقيعَ اتفاقيةِ تعاونٍ مع وزارةِ الصحةِ في مجالاتِ التعليمِ الطبي والبحوثِ العلميةِ والتدريبِ واستثمارِ البُنى التحتيةِ وتشغيلِ مستشفيينِ في محافظةِ جدة". وفي ختام كلمته قال الدخيّل: "أرفعَ باسمي واسمِ جميعِ منسوبي وزارةِ التعليمِ خالصَ الشكرِ والتقديرِ لمقامِ خادمِ الحرمينِ الشريفينِ، وإلى سموِ ولي العهدِ، وإلى سموِ ولي ولي العهد، حفظَهمُ اللهُ على الدعمِ والتوجيهِ الدائمَين، والعنايةِ والاهتمامِ المستمرَينِ، الذي يلقاهُ قطاعُ التعليمِ في المملكةِ. وأسألُ اللهَ العليَّ القديرَ أنْ يباركَ في عامِنا هذا، وأنْ يكونَ مقْدمُه مقدمَ خيرٍ وبركةٍ وعزٍّ وتمكينٍ لوطنِنا، وأنْ يكونَ سيرُه امتداداً للجهودِ المخلصةِ الدؤوبةِ، وأنْ نقطفَ في ختامهِ ثمارَ التألقِ والنجاحِ والإبداعِ والتوفيق، كما أسألُه سبحانَه أنْ يرزقَنا العلمَ النافعَ والعملَ الصالح".