قال إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ عبدالرحمن السديس إن هناك فارقا بين الدين والتدين، مطالباً بمراجعة مسيرة التدين ومؤكداً أن هناك سلوكيات تدينية تخلط بين الأولويات ولا تستحق العصمة والقداسة ويتوجب نقدها. وأوضح خلال خطبة الجمعة اليوم بالمسجد الحرام أن الدين بثوابته ومبادئه وقيمه لا يقبل التشكيك أو التقليل أو المزايدة ولا يصح لمسلم عاقل أن ينال منه أو يسيء إليه، بينما التدين كسلوك بشري لتطبيق تعاليم الدين هو ما يختلف فيه المكلفون بحسب العقول والعواطف والظروف والأحوال والبيئات. وأضاف: "الفارق بين الدين والتدين يحتم مراجعة مسيرة التدين في المجتمعات والتحولات الفكرية التي واكبتها، في زمن انتشرت فيه ظواهر اختلاف العقول باسم الدين والصراع بين الأيدلوجيات والأجندة، ما أفرز تناقضات سلوكية وانتماءات فكرية تتطلب معرفة الضوابط الشرعية عند الحديث عن الثوابت والمتغيرات". وأكد أن قضايا الدين من أجل النيل من ثوابته خط أحمر لا يحق تجاوزه، بينما نقد السلوك والتطبيق سائغ مقبول، لأنه يسيء للدين الحق ولا يستحق العصمة والقداسة. وفق "أخبار 24". ولفت إلى أنه في هذا العصر كثرت ضروب التدين الخاطئ وانداحت صور الضلال وعمت من أناس شربوا فكر الغلو والتكفير والعنف والقتل والتفجير والتخريب والتدمير، فقدموا للأعداء خدمات جُلّى بأطباق مذهبة وضيعوا على الأمة فرصا كبرى في الدعوة إلى دين الله. ودعا السديس المسلمين للتمسك بثوابت الدين، لاسيما في عصر الفتن وغربة الإسلام وفي زمن التحديات الجسام والأخطاء العظام، محذرا من استفزازات المرجفين والمزايدين وإثارات حملات المتربصين والمغرضين.