لطالما اعتبرت إدارة الرئيس باراك أوباما أن روسيا دولة معادية لمصالح الولاياتالمتحدة. لكن الحال تتجه نحو التغيير، لا سيما بعدما نجحت شركة نفط روسية في استخراج النفط من واحدة من أكثر الأماكن النائية في العالم، بمساعدة أكبر شركة طاقة في أميركا، وتعادل احتياطات المنطقة المكتشفة احتياطات السعودية. وبحسب موقع ايلاف اعلنت الشركة الروسية النفطية الحكومية "روسنفت" عن اكتشاف مخزون كبير من النفط في القطب الشمالي (بحر كارا المتفرع من المحيط المتجمد الشمالي في شمال سيبيريا) أثناء عمليات البحث والتنقيب، التي جرت في إطار مشروع مشترك مع المجموعة العملاقة الأميركية "إكسون موبيل". يتزامن هذا الاكتشاف مع العقوبات الاقتصادية، التي فرضتها الولاياتالمتحدة على روسيا في تموز/يوليو، من بينها روسنفت، أكبر شركة نفطية في روسيا، انتقامًا من موسكو بسبب دورها في النزاع في أوكرانيا. يعادل احتياطات السعودية رئيس "روسنفت" إيغور سيشين أكد لموقع "بلومبيرغ" الاقتصادي اكتشاف نفط في بئر "يونيفرسيتي-1"، الواقع في بحر كارا قبالة ساحل شمال سيبيريا، واصفًا هذا الإنجاز ب "الانتصار المشترك لروسيا وأصدقائها وشركائها"، ومن بينهم شركة إكسون موبيل الأميركية. وقال سيشين، المقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إنه سيطلق على الحقل النفطي اسم "انتصار"، وذلك بعد أسبوع من طلب "إكسون موبيل" من الحكومة الأميركية مهلة إضافية لإقفال منشآتها في الجزء الروسي من القطب الشمالي، عملاً بالعقوبات التي تفرضها واشنطن على موسكو. بموجب الإجراءات الأخيرة، التي اتخذتها الولاياتالمتحدة في الأسبوع الماضي، ستضطر إكسون موبيل لوقف نشاطاتها في هذه المنطقة الاستراتيجية، والغنية بالنفط، في 26 أيلول/سبتمبر. لكن يبدو أن هذا الاكتشاف الأخير يفرض ضرورة إعادة النظر في هذا القرار، وربما تدوير الزوايا، بعدما أصبحت مصالح البلدين "مشتركة". بدورها، أشارت شركة روسنفت الروسية إلى أن المنطقة المكتشفة في بحر كارا قد تحتوي على 87 مليار برميل من النفط، مما يعني أنها تختزن احتياطات تعادل احتياطات المملكة العربية السعودية. استراتيجية جديدة تطوير احتياطيات النفط في القطب الشمالي سيكلف مئات المليارات من الدولارات، ويستغرق عقودًا طويلة، مما يجعله واحدًا من أروع وأكبر طموحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وفي الوقت الذي بدأت فيه حقول النفط الروسية في سيبيريا بالجفاف، تحتاج موسكو تطوير احتياطيات جديدة لتتنافس مع الولاياتالمتحدة على لقب أكبر منتج للنفط والغاز في العالم. وقال سيشين إن حقل بحر كارا قد يبدأ بإنتاج النفط في غضون خمس إلى سبع سنوات، مما يعني أن بوتين بات على قاب قوسين أو أدنى من تحقيق طموحاته في المجال النفطي. هذا الاكتشاف المهم قد يرغم واشنطنوموسكو على التعاون والتقرب من جديد، بسبب المصالح المشتركة التي برزت جديدًا على الساحة. وفي هذا الإطار، يقول جوليان لي، وهو استراتيجي في مجال النفط في موقع بلومبرغ، إن "كلا الطرفين ربما يأملان في رفع العقوبات بحلول الوقت الذي يبدأ فيه البئر باستخراج وإنتاج النفط".