لا ينتقل مرض السكري بالعدوى طبعاً، إلا أن الباحثين يحذرون من جيل قادم من المصابين بالمرض والذين سيكتسبونه غالباً بطريقة تشبه العدوى، ويحدث ذلك حينما تصاب الحامل بشكل مؤقت خلال شهور حملها ب"سكر الحمل" بسبب عوامل يمكن تجاوزها، وتنقل المرض لطفلها الذي سيصاب بالسكري في سنوات طفولته اللاحقة. وتبدو مؤشرات هذا الخطر واضحة إحصائياً، إذ إن واحداً من كل سبعة أسرة في مشافي المملكة المتحدة يحتلها مريض بالسكري، نسبة كبيرة منهم نساء يعانين من "سكر الحمل". وتزايدت عالميا نسبة المصابين بالسكري لتشتمل على شخصٍ من كل 12 شخصا. وتتوقع منظمة الصحة العالمية أن يتضاعف عدد الوفيات بفعل السكري بحلول عام 2030. ودق باحثون ناقوس الخطر حينما أعلنوا في الدورية التابعة للجمعية الأوروبية لدراسة مرض السكري Diabetologia، أن تعرض الأم لسكر الحمل يزيد من خطر إصابة طفلها بالسكري -النمط الثاني- في سنوات حياته اللاحقة بستة أضعاف، وهي نسبة مهولة، خصوصاً مع انتشار البدانة وتزايد عدد النساء اللواتي يصبن بسكر الحمل حول العالم. ويسمى السكري "حملياً" حينما تصاب به المرأة غير المصابة أصلاً بالسكري أثناء شهور حملها، ثم تتعافى منه بعد ذلك، ويشيع بشكل خاص بين الحوامل البدينات، أو المتقدمات في السن (فوق 35 عاماً)، أو اللواتي سبق وأصبن بسكر الحمل في حمل سابق. وفق "العربية نت". ويعاني الأطفال المولدون للأم المصابة بسكر الحمل من مشاكل في موازنة السكر في دمائهم خلال شهور حياتهم الأولى، إلا أن الدراسة تتجاوز هذا الخطر، وتحذر من إصابتهم بالسكري في سنوات حياتهم اللاحقة، قبل أن يبلغوا سن ال15 عاماً. وتقول نتيجة الدراسة في النسخة الأصلية منها: "إن تزايد عدد المصابات بسكري الحمل يوحي بأننا سنواجه مستقبلاً مليئاً بالأطفال المصابين بالسكري في أعمار مبكرة، وبمعدل يفوق معدل الانتشار الحالي بكثير". كما أكدت أن البدانة التي يزيد انتشارها بين النساء في سن الحمل هي السبب الأبرز لانتشار السكري، وأن الخطوات التي تستهدف الأمهات وتحد من بدانتهن يمكن أن تمنع تفشي السكري في الأجيال القادمة، بشكل يشبه العدوى.