انتقدت نساء من عدم قدرتهن على إنجاز معاملات شخصية، مثل إصدار جواز السفر وتجديده من دون وجود ولي الأمر، لافتات إلى أن ضعف إمكانات الأقسام النسائية في إدارات الجوازات والأحوال المدنية يجعل هذه الأقسام قليلة الفائدة، ولا يراعي حاجات النساء اللاتي يتعذر عليهن إحضار ولي أمر للمراجعة في دائرة حكومية، فضلاً على أن بعض النساء ليس لديهن ولي أمر في الأساس. وطالبت نساء بتسهيل إجراءات تجديد جواز السفر من دون الرجوع إلى ولي الأمر إلا في حال الرغبة في السفر، متسائلات عن دور الأقسام النسائية للجوازات، طالما أنه لا يمكنها القيام بمهمة الإصدار والتجديد! وأوضحت في حديث إلى «الحياة» أن هناك تضارباً في الاشتراطات بين إدارة الأحوال المدنية والمديرية العامة للجوازات، مشيرات إلى أن الأحوال تشترط إحضار المرأة جواز سفرها، أو تعريف امرأتين سعوديتين تحملان هويات وطنية، أو حضور ولي أمرها وتعريفه لها، أو إحضارها أصل دفتر العائلة، فيما لا تسمح الجوازات للمواطنة بإصدار جواز سفرها بنفسها أو مجرد تجديده، أسوة بالهوية الوطنية، إلا من خلال ولي أمرها فقط، في الوقت الذي تزداد فيه الأقسام النسائية التابعة للجوازات في مختلف المدن والمحافظات. وأشارت أم فيصل، إلى أن مهمات الأقسام النسائية للجوازات لا تتجاوز استقبال وتدقيق استمارات إجراءات إصدار الإقامات وتجديدها، إضافة إلى التأشيرات وجميع الإجراءات التي تتعلق بمكفولة ومكفول المواطنة، لافتة إلى أن ذلك يعني أن الأقسام النسائية للجوازات لا تخدم سوى الوافدين الذين يعملون بكفالة المواطنة، دون المواطنة ذاتها. وذكرت هديل اليوسف أن القسم النسائي يمتنع عن إصدار الجواز وعن تجديده، مضيفة: «على رغم أهمية كل من الهوية الوطنية وجواز السفر، فإن استخراج الهوية الوطنية وتجديدها تقوم بها موظفة الأحوال المدنية بسهولة، بعكس الأقسام النسائية للجوازات، وأرى أن ذلك يتطلب إعادة النظر في اللوائح، مع إبقاء حق ولي الأمر بالسماح للمواطنة بالسفر أو عدمه، وفي الوقت ذاته السماح للمواطنة بإصدار أو تجديد جوازها بصفتها الشخصية». «الجوازات»: إتمام جميع الإجراءات عبر الأقسام النسائية متعذر شددت المديرية العامة للجوازات على أن إتمام جميع الإجراءات الخاصة بإصدار جواز السفر أو تجديده للمرأة عبر الأقسام النسائية وحدها أمر متعذر، وخصوصاً أن الأنظمة في السعودية تعتبر حضور ولي الأمر شرطاً أساسياً لإنجاز معاملات المرأة. أوضح مدير جوازات محافظة الخرج العميد سليمان السحيباني، أن جواز السفر له ضوابط معينة تختلف عن الهوية الوطنية، مشيراً إلى أن ارتباط إصدار الجواز أو تجديده بولي الأمر، يعني أن إجراءاته لا تتم من طريق الأقسام النسائية. وقال في حديث إلى «الحياة»: «موظفة القسم النسائي لا تستطيع البت في إجراءات إصدار جواز السفر أو تجديده، لأن إجراءاته تستدعي وجود المحرم، فجواز السفر له ضوابط معينة، واستخدامه يختلف عن الهوية الوطنية التي يقتصر استخدامها على داخل البلد، ولا يمكن بموجبها السفر خارج المملكة، أما جواز السفر فيشترط أساساً موافقة ولي الأمر لأنه يُصدر لغرض السفر». التعامل الإلكتروني قلّص الاعتماد على «المعقبين» 50 في المئة أكد مدير جوازات محافظة الخرج العميد سليمان السحيباني، أن نسبة الاعتماد على المعقبين في إنهاء معاملات الجوازات تقلّصت بعد ارتفاع مستوى الوعي بالخدمات الإلكترونية، مشيراً إلى أن المعقبين كانوا يعملون على 50 في المئة من معاملات المواطنين والوافدين في الجوازات. وقال في حديث إلى «الحياة»: «إن منح المواطنين والوافدين من الرجال والنساء، الفرصة في إنهاء معاملاتهم بأنفسهم من طريق الموقع الإلكتروني، قلّص العبء في أقسام الجوازات، وكذلك قلّص نسبة الاعتماد على المعقبين، فالوعي يزداد مع مرور الوقت، حتى أن أقسام الجوازات الرجالية والنسائية ترفض معاملات المراجعين التي يمكن إنجازها إلكترونياً، عدا المعاملات التي يوجد بها بعض الملاحظات». وحول القسم النسائي للجوازات الذي تم تأسيسه أخيراً في محافظة الخرج، أوضح أنه أسهم في تقليص مستوى العمل في القسم الخاص بالرجال، منوّهاً بأن هناك آلية لمراقبة أداء وانضباط موظفات القسم النسائي، ومدى انضباطهن والتزامهن بتقديم الخدمة للمواطنات والوافدات. وفق"الحياة"