رحبت المملكة العربية السعودية بكل ما من شأنه القضاء على العمل الجبري، بما يتفق مع مبادئ المملكة وسياساتها في مكافحة ظواهر وأشكال الاتجار بالبشر، و دعم مساعي منظمة العمل الدولية للانتقال من الاقتصاد غير المنظم إلى الاقتصاد المنظم، ووضع أحكام ذكية لتحقيق هذا الهدف، معتبرة أنّ هذه المساعي تعد خطوة مهمة في توليد فرص عمل لائقة، وتحقيق الأمن الوظيفي للعاملين في مختلف دول العالم. أتى ذلك على لسان معالي نائب وزير العمل الدكتور مفرج الحقباني خلال كلمة ألقاها اليوم الإربعاء في فعاليات الدورة (103) لمؤتمر العمل الدولي في جنيف، حيث يترأس الحقباني وفد الوزارة، ويرافقه وكيل الوزارة للتفتيش وتطوير بيئة العمل الدكتور عبدالله ابوثنين، ووكيل الوزارة للعلاقات الدولية الدكتور أحمد الفهيد، ومستشار معالي وزير العمل حطاب العنزي، وممثلين عن أطراف العملية الإنتاجية من ممثلين لبعض رجال الأعمال والعمال، إضافة إلى عدد من المسؤولين في وزارة العمل. ويناقش المنتدى على مدار أسبوعين عدد من القضايا المهمة منها الانتقال من الاقتصاد غير المنظم الى الاقتصاد المنظم، وتعزيز الإجراءات لوضع حد للعمل الجبري، وسياسة العمالة من أجل استدامة الانتعاش والتنمية. وخلال كلمة المملكة ثمن الحقباني جهود منظمة العمل الدولي في تحقيق العدالة الاجتماعية بكافة أشكالها، و دورها في مجابهة التحديات التي تعترض سوق العمل في ظل المتغيرات التي تواجه سوق العمل، وصولاً إلى بناء المستقبل بالعمل اللائق. وبيّن الحقباني أنّ المملكة تقدر حرص منظمة العمل الدولية على إدراج موضوع الهجرة الدولية ضمن أعمال هذه الدورة، باعتباره من الموضوعات ذات الأولوية المثيرة للاهتمام، والتي تستدعي المناقشة في هذا المحفل العالمي، مع ضرورة التأكيد على مراعاة اختلاف مفاهيم وخصائص الهجرة، من حيث سماتها الدائمة أو المؤقتة. وقد استعرض معاليه تجربة المملكة الفريدة في استضافة العمالة الوافدة بعقود عمل من مختلف دول العالم، يرافقهم أكثر من ثلاثة ملايين من ذويهم، إذ يسهم هؤلاء في مشروعات التنمية الإنشائية و الخدمية و الإنتاجية في المملكة. واستعرض معالي نائب وزير العمل سياسات المملكة التي انتهجتها لمعالجة أوضاع العمالة المخالفة لأنظمة الإقامة والعمل، في إطار حملة تصحيحية قامت بها منتصف العام الماضي، و استمرت لسبعة أشهر. وأضاف: "وقد حرصت خلالها المملكة على التقيّد بالقيم الإنسانية الكريمة المستمدة من الشريعة الإسلامية وتعاليمها الحنيفة، وأيضاً معايير العمل الدولية، لحماية واحترام حقوق العمالة المخالفة"، مبيناً أن المملكة أتاحت الفرصة للمخالفين لتصحيح أوضاعهم، مع منحهم تسهيلات واستثناءات وإعفاءات من الرسوم والغرامات والعقوبات المرتبطة بمخالفاتهم. وتناولت كلمة المملكة العمالة المنزلية و جهود المملكة في هذا الجانب، منها إصدار لائحة عمال الخدمة المنزلية ومن في حكمهم، التي تهدف إلى تنظيم العلاقة بين أصحاب العمل والعمالة المنزلية من الذكور والإناث، بما يحدد الواجبات والالتزامات التعاقدية، وبما يحفظ حقوق الطرفين، بالإضافة إلى تفويض مجلس الوزراء لوزارة العمل بالتباحث مع الدول المرسلة للعمالة المنزلية، حيث تم توقيع اتفاقيات ثنائية مع بعضها، لإرساء مبادئ تنظيم التعاقد مع رعاياها، بما يحقق مصالح جميع الأطراف، ويحفظ حقوق العمالة واصحاب العمل. كما أشار الحقباني إلى النجاحات التي حققتها وزارة العمل في مجال توظيف العمالة الوطنية بالقطاع الخاص، مبيناً ارتفاع نسب مشاركتهم – منذ انطلاق برنامج "نطاقات" في يونيو 2011م، حتى اليوم من (10%) إلى (15%). وأوضح الحقباني أن الوزارة تبنت منظومة من المبادرات والبرامج في إطار عام لتوفير الحماية الاجتماعية للعمالة في المملكة، حيث أطلقت الوزارة برنامجاً متقدماً لتطوير هيئات تسوية الخلافات العمالية، يتضمن تدريب وتأهيل الكوادر الوطنية العاملة في هذا المجال. وأشاد الحقباني بجهود منظمة العمل الدولية المتعلقة بحفظ حقوق العمالة العربية في فلسطين، وتضمين مشكلات العمالة بالأراضي المحتلة في تقريرها العام المقدم للمناقشة في الدورة الحالية بجنيف، وما صاحب ذلك من دعوة مدير عام منظمة العمل الدولية غاي رايدر إلى بذل كل جهد ممكن لدعمهم فنياً و تقنياً.