قالت الجمعية الفلكية بجدة، إن سكان المملكة والمنطقة العربية على موعد عقب غروب شمس غد الثلاثاء، مع وقوع كوكب المريخ على استقامة واحدة مع الأرض والشمس في ظاهرة تسمى التقابل. وأضافت أن المريخ سيشرق عند غروب الشمس، وسيظهر للراصد بالعين المجردة كنجم أحمر برتقالي أسطع 10 مرات من ألمع نجم من المرتبة الأولى، ومن خلال تلسكوب متوسط الحجم يمكن رؤية القرص الضارب للحمرة وبعض التفاصيل المظلمة، إضافة للقبة القطبية البيضاء الشمالية التي تواجه الشمس حاليًّا منذ بداية فصل الصيف في النصف الشمالي من المريخ في فبراير الماضي. و وفق "عاجل" ذكرت أنه من خلال التصوير الفلكي يمكن الكشف عن المزيد من التفاصيل مثل العواصف الغبارية، والغيوم فوق البراكين المريخية، والضباب الجليدي في الفوهة الضخمة "هليلس". ومنذ انتهاء شهر مارس وبداية شهر إبريل، فإن المسافة بين الأرض والمريخ تتقلص بحوالي 300 كم كل دقيقة، وعند انتهاء الالتقاء في منتصف إبريل فإن المسافة بين الأرض والمريخ ستكون 92 مليون كم فقط، وهذا رقم صغير حسب المقياس الضخم في نظامنا الشمسي. وسيقع المريخ، في هذا الحدث، على مسافة 0.62 وحدة فلكية، وسيكون قياس قرصه الظاهري 15.1 ثانية قوسية، وسيلمع ساطعًا 1.4، وهنا يجب التأكيد أنه حتى في أوج اقتراب المريخ من الأرض فسيكون المريخ للراصد بالعين المجردة في صورة نجم أحمر براق فقط، ومن خلال منظار ثنائي العينية بسيط يمكن الكشف عن قرص الكوكب. وفي يوم التقابل، سينتظم المريخ والأرض والشمس على خط مستقيم تقريبًا، ولكنها لن تكون في أقرب اقتراب، نظرًا لأن مدارات الكواكب حول الشمس ذات شكل بيضاوي، لذا فإن يوم أقرب اقتراب لن يحدث إلا بعد أسبوع من التقابل، ولو كان مدار المريخ دائريًّا تمامًا لكان 8 إبريل هو أيضًا يوم أقرب اقتراب. وبعد أسبوع من حدوث التقابل مساء الاثنين 14 إبريل، سيحدث أقرب اقتراب بين الأرض والمريخ، وتفصل بينهما مسافة 92 مليون كيلومتر، وفي هذا اليوم سيكون المريخ بالقرب من القمر البدر. وعقب وضعية التقابل، فإن الأرض تتحرك سريعة مبتعدة عن المريخ، لذا فإن المريخ سوف يظهر قرصه الظاهري كبيرًا، ويكون براقًا في سماء الليل بضعة أسابيع. وسيكون شهر إبريل 2014 الأفضل لرؤية هذا الكوكب براقًا ساطعًا من الغروب وإلى فجر اليوم التالي، وسيكون المريخ ثاني ألمع كوكب في سماء الليل بعد كوكب المشتري العملاق، وسيظهر المريخ ونجم الشعرى اليمانية في نفس اللمعان تقريبًا. وخلال الأسابيع التالية من التقابل، يصل المريخ إلى أعلى نقطة في السماء مبكرًا بأربع دقائق في كل ليلة، وذلك نتيجة تقدم الأرض في مدارها حول الشمس. ويشار إلى أن كل التقابلات ليست بنفس المسافة بسبب أن مدارات الكواكب إهليجية الشكل، ففي عام 2003 وقع المريخ في أقرب اقتراب إلى الأرض منذ 50 ألف سنة، أما تقابل عام 2014 فلن يكون تاريخيًّا، ولكن بالرغم من ذلك سيكون جميلا، وسوف تعود الأرض وتقع في استقامة مع المريخ من جديد بعد سنتين في 22 مايو 2016.