يودع التعليم هذه الأيام أحد الأساتذة الكبار والذي خدم في التدريس وتميز عن غيره أنه أمضى قرابة 36 عاماً في تدريس الصف الأول الابتدائي وفي مدرسة واحدة تقريباً طوال هذه الفترة . إنه كما أطلق عليه زملائه ومديره " عميد معلمي الصف الأول بمحافظة الخرج " الأستاذ محمد بن عبدالله العقلاء ويسر الخرج اليوم أن تلقي الضوء على سيرته الذاتية وعلى تميزه في تدريس الصف الأول طوال هذه السنين ، فالأستاذ محمد بدأ تعليمه الابتدائي في مدرسة " خفس دغره " الابتدائية ودرس المرحلة المتوسطة في الخرج في متوسطة السيح الأولى في حي العزيزية وبعدها التحق بمعهد إعداد المعلمين عندما كان موجوداً في الخرج وتخرج منه عام 1397ه وكان تعيينه في هجرة الرفايع بالرين ومن ثم انتقل لمدينة الخرج في مدرسة ابن خزيمة وكانت سابقاً في حي السلام عام 1399ه وما زال بها إلى الآن حيث سيتقاعد هذا العام 1434 ه . وعن بداية تدريسه للصف الأول الابتدائي واستمراره فيه أكثر من 30 عام فيقول : كنت أرى أن تدريس الصف الأول فيه صعوبة جداً ومسئولية أكبر على المعلم وكنت متخوفاً من تدريس هذه المرحلة، وبعدما درست الصف الأول وجدت الأمر ليس بذات الصعوبة مادام المعلم لديه الإصرار والعزيمة رغم التعب والإرهاق ، فطالب الصف الأول في هذه المرحلة أكثر حاجة لمعلمه والمعلم عليه الإعتماد بنسبة 80% في المتابعة والاهتمام سواء في الكتابة والقراءة والحفظ ، ويبقى المعلم قادراً على تحقيق الأهداف المرجوه ما دام يسعى باختلاف الوسائل الأساليب لجذب الطالب وشد انتباهه وتوصيل المعلومة بالطرق المتعددة . أما عن محاولته لترك تدريس الصف الأول طوال هذه الفترة من السنين فيقول : فكرت بداية في ترك تدريس الصف الأول والانتقال لتدريس الصفوف العليا ولكن محاولاتي بائت بالفشل حيث كل المدراء الذين عاصرتهم بفضلون بقائي في تدريس هذه المرحلة وذلك لما وجدوه مني اهتمام وتميز في تدريس الصف الأول وكذلك هم المشرفين عند زيارتهم لي يثنون على تدريسي من خلال مستوى الطلاب ، فكانت محاولاتي في الخمس السنوات الأولى أن اترك تدريس الصف الأول ولكن بعد ذلك وجدت المتعة والراحة في بقائي في تدريس هذه المرحلة إلى أن انهيت خدمتي ولله الحمد في التعليم هذا العام . وعن الحوافز التي تقدم لمعلم الصف الأول سابقاً والآن يقول : لم يك هناك حوافز لمعلم الصف الأول ولكن في العشر السنوات الماضية صار للمعلم حوافز تميزه عن غيره وترغبه في تدريس هذه الصف منها أن يعفى من الإشراف اليومي ومن حصص الانتظار ويتمتع بالإجازة مبكراً مع طلابه .. وقبل عدة سنوات أخذت هذه الحوافز من المعلم أو قلصت وهذا بلا شك له الأثر السلبي على أداء المعلم أو الترغيب في تدريس هذه المرحلة . ومعلم الصف الأول من وجهة نظري يجب أن يتميز عن غيره بحوافز كثيرة لأنه كلما وجد الدعم والاهتمام بان أثره على طلابه ،فالمعلم يستحق التكريم والتقدير والتطوير المستمر . أما رأيه في أن يتولى المعلم الجديد تدريس الصف الأول من أول سنة له في الخدمة يقول : من المفترض أن لا يدرس الصف الأول إلا من لديه الخبرة المناسبة بمراحل النمو في هذه المرحلة مع القناعة الذاتية من المعلم وحبه وقدرته على تدريس الصف الأول ، وما نراه أن عزوف المعلمين أصحاب الخبرات عن تدريس الصف الأول أوجد فجوة جعلت مدراء المدارس يحاولون إقناع أي معلم للتدريس بغض النظر عن امكانياته وقدرته على الصف الأول . ويزيد الأستاذ محمد عن ماذا يلزم لمعلم الصف الأول حتى يكون ناجحاً في تدريسه فيقول : يحتاج معلم الصف الأول أن يكون أكثر هدوء وصبراً وحلماً وأن يراعي الفوارق الفردية بين الطلاب ويحرص على تنوع استخدام الوسائل والأساليب المختلفة وأن يطور المعلم نفسه بأخذ الدورات التدريبية والتي وفرتها إدارة التربية والتعليم للمعلم كل عام ، كما يحتاج معلم الصف الأول أن يحرص على جانب التحفيز للطلاب والتعاون الدائم مع إدارة المدرسة في هذا الجانب . أما الفرق بين تدريس الصف الأول قديماً والآن يقول الأستاذ ابو عبدالله : قد يكون الفرق واضحاً في المناهج بشكل أكبر ، كنا سابقاً ندرس الكلمات بحروفها التي تعلمها الطالب أما الآن اختلف المنهج فبعض الحروف تكون من كلمة لم يأخذها الطالب هذا من الأمثلة ، وكانت الوسائل التعليمية سابقاً محدودة بعكس ما نراه الآن من تقنية وفرت الكثير من الجهد والوقت . وعن المواقف التي لا ينساها الأستاذ محمد في هذه الفترة يقول : من المواقف التي لا انساها أنني كنت في يوم من الأيام مناوباً نهاية الدوام وبعد خروج الطلاب من المدرسة أتى ولي أمر طالب يسأل عن ابنه انه لم يأتي للبيت حتى الآن وبعد أن راجعت سجل الغياب وتأكدت من حضوره وأنه لم يغب بحثت عنه في الفصول وفي دورات المياه وفي جميع مرافق المدرسة ولم أجده .. ويأست من البحث ولم يبقى إلا خزان المياه الأرضي فبحثت فيه ولم اجده كذلك وطلعت للخزان العلوي وتفاجأت بالموقف .. وإذا به يسبح فيه وكان وقتها الخزان مهيأ لذلك لكبر فتحة الغطاء . ومن أجمل المواقف التي مرت به ويعتز بها يقول : افرح كثيراً عندما التقي بطلابي الذين درستهم في الصف الأول وإذا بهم في مناصب ووظائف وقد نجحوا في حياتهم وأكون أكثر فرحاً عندما أجد الإحتفاء بي من قبلهم وفي نهاية هذا اللقاء ما الكلمة التي تود أن تقولها ؟ أشكر صحيفة الخرج اليوم على هذا اللقاء واحب أت اتقدم بجزيل الشكر لكل الأخوة الأساتذة الذين عملوا معي ومدراء المدارس الذين عاصرتهم وأخص بالشكر مدير مدرسة ابن خزيمة الأستاذ فيصل البريقي على جهوده وعلى اهتمامه بجميع المعلمين . كما كان للخرج اليوم لقاء قصير مع مدير مدرسة ابن خزيمة الأستاذ فيصل بن عبدالله البريقي بمناسبة تكريم الأستاذ محمد العقلاء خلال الأيام القادمة فيقول : الأستاذ محمد من المعلمين المتميزين والذي يستحق التقدير حيث خدم 36 عاماً في تدريس الصف الأول وأقل ما نقدمه هو تكريم هذا الرجل الذي يستحق ولو تحدثت عن الأستاذ ابو عبدالله لطال بنا الوقت فهو متميز في تدريسه في الصف الأول والذي نجح رغم الطريقة التقليدية في تعامله مع طلابه وتنظيم وقته داخل الفصل واتقانه واخلاصه في عمله ، وكذلك تميز بالتعاون الدائم مع زملائه طوال فترة تدريسه فهو يسعى لخدمتهم رغم كبر سنه . ولا يفوتني أن أنوه بأنه رغم قرب تقاعده إلا أنه يحرص على الحضور المبكر وعدم الغياب ونحن في إدارة المدرسة رفعنا خطاب ليفرغ وهو في نهاية خدمته في الفصل الثاني ولكن للأسف لم نتلقى رد من إدارة التربية والتعليم . ونحن خلال الأيام القادمة سوف نودع الأستاذ محمد العقلاء في حفل تكريم يليق بهذه التربوي المتميز ومن خلال هذا اللقاء أقدم الدعوة لكل زملائه الذين عاصروه لمن أراد المشاركة في التكريم .