نظمت إدارة التربية والتعليم بمحافظة الخرج ممثلة بقسم التوعية الإسلامية لقاء تربوي بعنوان ( العمل قيمة عالية ورسالة سامية ) وذلك يوم الأربعاء الموافق 19 / 1 / 1433 ه بقاعة جمعية البر الخيرية بالخرج بحضور مساعد مدير التربية والتعليم لشئون تعليم البنات أ. منيرة الحميد ومنسوبات الكليات ورئيسات الأقسام والشعب النسائية والمشرفات التربويات ومديرات ومساعدات ومعلمات المدارس ومنسوبات الجهات الخيرية ومعاهد الحاسب الآلي والفرع النسائي للغرفة التجارية بالخرج . ولقد بُدء اللقاء بمقدمة ترحيبية لمشرفة التوعية الإسلامية أ.فاطمة المحيسن بينت فيها أن مقومات نهضة الأمم والمجتمعات ، ودعائم تشييد الأمجاد والحضارات يكمن في العناية بقضية غاية في الأهمية ، قضية تعد بداية طريق البناء الحضاري ولبنة مسيرة الإصلاح الاجتماعي إنها قضية القيم ولأهميتها كان لا بد من تأصيلها وغرسها في النفوس ولهذا فقد اعتمدت وزارة التربية والتعليم مشروع القيم عمودا من أعمدتها والذي تبنت الإدارة العامة للتوعية الإسلامية بالرياض تفعيله على مستوى المملكة وبه انطلقت خطتها في عام 14311432 ه والتي هي بعنوان : ( القيم الإسلامية تربية وسلوك ).وهي على مراحل تناولت المرحلة الأولى العام الماضي قيمتي المسؤولية والبر واستفتحنا عامنا هذا بقيمة العمل. بعد ذلك ألقت سعادة مساعد مدير التربية والتعليم الأستاذة منيرة الحميد كلمة رحبت فيها بالحاضرات وبالدكتورة فوز كردي عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبد العزيز بجدة شاكرة لها مشاركتها في هذا اللقاء ، وبينت في كلمتها أن من مظاهر تكريم الإنسان تزويد الله تعالى له بنور الفطرة التي يستطيع بها أن يعرف ربه ، ويستدل بها على صراطه المستقيم والمتأمل في الشريعة والمتدبر لكتاب الله يدرك غاية القرآن الكريم وتركيزه الشديد على بناء الشخصية الإسلامية على أساس من القيم الأخلاقية الرفيعة تركيزاً يبتدئ من تصحيح العقائد وتطهير النفوس من درن الشرك والجاهلية والتحلي بالعلم الصحيح وتنظيم العلاقات الاجتماعية والهداية إلى السداد من القول والعمل والناظر لهذا الدين يرى ذلك الفيض الغامر، والإرث الثري من التربية و التعليم.والإصلاح والتقويم في توجيه واسع وشامل في القول والعمل والفرد والجماعة والمجتمع الإسلامي له أخلاقه وقيمه التي تضبط وتحدد السلوك والتي تنبع من المصدرين الأساسيين القرآن والسنة المطهرة إزاء هذا لابد أن يدرك المربون أهمية وجود منظومة الأخلاق والقيم المتميزة بالمرونة والشمولية في ظل التقدم العلمي والتقني،وأهمية إبراز دور القيم الإسلامية في تربية الذات أولاً.ثم تربية النشء وصياغة المجتمع. وختمت كلمتها بدعواتها المخلصة لقسم التوعية الإسلامية شاكرة لهم جهودهم مشيدة بهذا اللقاء الذي له أبعاد ومعاني تربوية كبيرة . بعد ذلك قُدم أنموذج من نماذج تفعيل برنامج (العمل قيمة عالية ورسالة سامية ) الذي استهدف جميع شرائح المجتمع التربوي من موظفة وطالبة وأسرة في فعاليات متنوعة من دروس علمية ومحاضرات تربوية ومسابقات هادفة وورش عمل مفيدة وإذاعات ولوحات إرشادية وعروض حاسب منوعة شغلت أوقات الجميع بالنافع وكان الأنموذج إذاعة من الإذاعات من إعداد قسم التوعية الإسلامية وتقديم طالبات مدارس النخبة الأهلية . تلا ذلك ورقة عمل بعنوان ( قيمة العمل في الإسلام وعلاقته بالتنمية الفردية والمجتمعية ) لعضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبد العزيز بجدة الدكتورة فوزكردي تناولت فيها مكانة العمل من الدين مبينة أن نظرة الإسلام للعمل نظرة كلها تكريم وإجلال حيث جعله ضرورة من ضرورات الحياة كما رتّب عليه الأجر فهو عبادة ما دام في حدود ما أحلّه الله , وجعل أداءه وإتقانه والإخلاص فيه غاية يجب أن يسعى المسلم إليها , وإذا أدرك الإنسان حقيقة الإيمان وجد باعثاً من داخل نفسه يدعوه إلى العمل في مجالات الحياة المختلفة ليقوم بمهمته في عمارة الأرض وبينت دوافع العمل و أننا لسنا أناسا عاديين بل نحن مربوطي الصلة بالآخرة .كما تناولت في ورقتها علاقة العمل بالتنمية موضحة أن جدية الدول والمجتمعات وتقدمها تقاس باهتمامها بالعمل، فالدول المتقدمة في العصر الحاضر لم تصل إلى هذا المستوى من التقدم في العلوم والفضاء والتقنية إلا بجدية أبنائها في العمل، وأسلافنا المسلمون السابقون لم يبنوا حضاراتهم الإنسانية الكبيرة إلا بإخلاصهم في العمل ولقد اعتبر الإسلام العمل حق لكل مسلم، بل إنه ذهب إلى أبعد من ذلك عندما جعل العمل المفيد من أسباب الثواب وزيادة الحسنات. وأن مجتمع بدون عمل ينتج عنه بطالة وانحراف وتخلف وأمراض وغيرها من السلبيات الكثيرة ، واختتمت ورقتها بالتذكير بأهمية الدعاء وأنه مفتاح التوفيق . كما قُدمت ورقة عمل بعنوان ( دور الأسرة والمدرسة في غرس حب العمل لدى الأبناء ) لمشرفة التوعية الإسلامية الأستاذة هيا القويزاني بينت فيها أن الأسرة هي البيئة الأولى لتنشئة الأبناء ، والنواة التي ينبثق منها صلاح أو اعوجاج سلوك وشخصية الأبناء.كما تعتبر هي المؤسسة الاجتماعية التي تعنى بالتماسك الاجتماعي لكونها مصدرا لتكوين الشخصية والانتماء والهوية الإنسانية والوطنية ومعزز المثل السلوكية والتكيف مع المجتمع من خلال الدور الذي تقوم به في تربية الناشئة. ولابد أن تتكامل مسئوليات الأسرة مع المؤسسات المجتمعية الأخرى لتؤتي ثمارها المرجوة مبينة دور المدرسة في غرس حب العمل لدى الناشئة . وكان لتفعيل برنامج ( العمل قيمة عالية ورسالة سامية ) في المجتمع المدرسي أصداء رائعة ذكر منها أنموذجين قدمتهما الأستاذة فاطمة الزهراني من المتوسطة الأولى بالخرج و الأستاذة لولوة الميمان من الابتدائية الرابعة بالخرج . وقد صاحب اللقاء معرض من أعمال طالبات المدارس لمشاريع برنامج العمل وأنشطة التوعية الإسلامية وكان عدد الحاضرات كبيرا ومتعدد الشرائح . ثم وزعت استبانة على الحاضرات للملتقى ووزعت شهادات حضور بالتعاون مع مركز التدريب التربوي ، في الختام تقدم قسم التوعية الإسلامية بأوفر الشكر وأعطره لكل مديرة مدرسة ومسئولة توعية ساهمت في تفعيل البرنامج في المدارس وخص بالشكر المدارس المشاركة في هذا اللقاء والمعرض. كما تقدم بالشكر والتقدير لضيوف الملتقى وجميع اللجان المشاركة في اللقاء . نسأل الله أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل .