الكثير من المربين يعتقد أن العناد سمة سلبية يتسم فيها الطفل عندما يرفض استجابة الأوامر الوالديه،والكثير كذلك يظنه هو التمرد والعصيان في الاستمرار بإتيان سلوك غير مرغوب فيه أو الانتهاء عن أمر مرغوب فيه،ولم يدركوا أن العناد هو مرحلة ضرورية لا بد أن يمر فيها كل طفل من عمر سنتين إلى سبع سنوات والتي يطلق فيها على هذه المرحلة باسم مرحلة اللا أو الضد لأن الطفل يبدأ برفض الأوامر الوالديه لأنه يريد أن يستقل بذاته وينتقل من الأنا المعتمد فيها على الوالدين إلى الأنا المعتمدة فيها على الذات التي ينتمي إليها،إذا هنا نجد أن العناد مرحلة يمر بها الطفل ليحصل على استقلاليته وتكوين شخصيته.وحيث أن العناد من الممكن أن يظهر في جميع المراحل العمرية ولكنه يظهر على وجه الخصوص في مرحلة ضروريتين الأولى منها هي مرحلة الطفولة وتعد مرحلة فطرية لا بد أن يمر فيها كل طفل طبيعي وكذلك تكون سمة ملازمة للكثير من المراهقين لأنه في مرحلة عمرية هامة جدا يبحث فيها عن تأكيد ذاته عن طريق المحاولة والخطأ. ولو بحثنا في الأسباب التي تساعد على زيادة مستوى العناد والتمر عند الأطفال والمراهقين على وجه الخصوص لوجدنا أن أولى الأسباب هي مرحلة التقليد التي يمر بها الطفل في بداية حياته حيث أن الطفل يتعلم فيها عن طريق المحاكاة والتقليد للمربي بغض النظر كان السلوك سليما أو غير ذلك أما المراهق فتزيد لديه هذه السمة في تلك المرحلة لأنه في مرحلة تسمى في علم النفس مرحلة التعلم بالصواب والخطأ لأنه يريد أن يزيد رصيد خبراته عن طريق المحاولة حتى لو أعطى الاباء له مؤشرات أنها خاطئة. ومن الأسباب كذلك التي تزيد من مستوى العناد والتمرد هي التربيه الوالديه الخاطئة والتي إما أنها تقوم على مبدأ الحماية الزائدة ،الإهمال أو القسوة. فهي إذا تكون رد فعل ضد تلك الأساليب التربوية الخاطئة ومن الأسباب الأخرى هي أن تكون رد فعل ضد ما يعانيه الشخص من عجز أو قصور أو عاهة وقد تكون كذلك رد فعل ضد فقدان الأمن النفسي والاجتماعي ،ولا شك أن التفكك الأسري يلعب دورا هاما في زيادة مستوى معدل العناد والتمرد على الأوامر الوالديه.وغيرها من الأسباب التي تلعب دورا هاما في زيادة العناد لدى الطفل أو المراهق أو حتى في جميع المراحل العمرية الأخرى لأنها تشكل ارتباط بين كل مرحلة وما يسبقها وبين كل مرحلة وما يلحقها. للعناد ثلاث أنواع،هناك العناد الصريح أو الواضح يكون في رفض الطفل المباشر للأوامر الوالديه،أما النوع الثاني فهو المعارضة السلبية ويكون الطفل فيه لا مبالي أو يدعي النسيان والنوع الثالث وهو أخطر أنواع العناد على الطفل وعلى المربين والذي يكون بالعناد السلبي والذي يكون فيه الطفل ملح على تلبية رغباته ولكن يجد رد فعل عكسي من المربيين في أسلوب العناد فنجد الطفل فيها يلجأ إلى سلوكيات غير مرغوب فيها من التأتأه،قضم الأظافرالتبول اللإرادي أو حتى الضعف في الشخصية وغيرها . ولكن هذا لا يعني أن العلاج أن نستجيب لكل طلبات الطفل في كونه هو القاعدة الأساسية التي تشكل المراحل المتقدمة من العمر ولكن لا بد أن لا نقابل العناد بالعناد بل علينا كمربيين أن نسمع ونتفهم في حوارنا مع الطفل وأن هناك طلبات يمكن أن نستجيب في تنفيذها وهناك رغبات صعب الاستجابة لها لأنها تضر بالطفل كون لا زال غير مدرك بشكل كبير الكثير من المخاطر وهناك رغبات لا بد ان تتأجل لأنه ليس وقت امتلاكها الان وحتى يعتاد فيها الطفل على أن يكون صبور ولا مانع من إلحاح الطفل فإلحاحه يعني أنه في المستقبل بإذن الله لو فشل في تحقيق أمر ما يرجع ويحاول الكرة أكثر من مرة حتى ينجح ولا ييأس. فالعناد له إيجابيات كثيرة ولكن أذكر منها تحقيق الشخصية واكتشاف القدرات والمهارات ومن ثم اختبارها،تحمل مهارة تحمل المسؤولية والكشف عن شخصيات مبدعة أو قيادية فالكثير من الأشخاص العناديين هم إما قياديين أو مبدعين وغيرها من إيجابيات العناد الأخرى في كونها ضرورة فطرية لا بد أن يكر فيها كل طفل. أما لو بحثنا في الأساليب العلاجية التي تساعد الطفل الذي اجتاز الحد الطبيعي من العناد لوجدناها تختلف باختلاف المرحلة العمرية وباختلاف معدل العناد ولكن نلخصها في بعض النقاط من الضروري بداية كأول خطة علاجية أن يكون المربي قدوة حسنة لابنه ومن ثم إذا وجدنا سلوكيات خاطئة من الطفل كانت بسبب العناد لا بد أن نعاقب السلوك وليس الشخص ونعطي الطفل مكافئات على السلوكيات المرغوبة ولكن بشرط أن لا تكون تلك المكافآت مستمرة أو يعلم الطفل متى وقتها ،ومن ثم علينا أن نفتح باب الحوار بيننا وبين أبنائنا ونعقد حوار هادف الغرض منه تحقيق المصلحة لكلا الطرفين حتى لا يضر السلوك الناتج من العناد الطرفين (العنيد والمربي)وهناك كذلك من يستخدم العلاج السلوكي المعرفي في استمرارية سلوكيات مرغوبة وإطفاء سلوكيات غير مرغوبة أو أن يحصل الطفل الذي يزيد معدل العناد لديه على أربعة ضمات يومية إضافة للأربعة وعشرين ضمة التي يحصل عليها الطفل يوميا والطريقة التي تسير عليها هذه الاليه أن تضم الأم الشخص العنيد مدة دقيقة يوميا بمعدل 10 ايام إلى 3 أسابيع دون الحديث(بصمت) وبعد تلك المدة الزمنية عندما تضم الأم الشخصية العنيدة والتي تكون لمدة دقيقة يوميا تكون بأن تقوم الأم بعملية الشهيق والزفير ببطء بحيث يستشعر معها الطفل العنيد ويبدأ يطبق نفس الاستراتيجية مع الأم فتكون الاستراتيجية التي يقومان بها في نفس الوقت.وهناك عدد من الاستراتيجيات العلاجية التي تساعد على بعد ا لله على ضمان سير مرحلة العناد في الطفولة أو سمة العناد في المراهقة أو بقية المراحل العمرية الأخرى بالشكل السليم.