هذه حاله دائماً فلا يطيب له نوم ، ولا تسكن له نفس إلا في أحضان الخادمة ، فذلك الحضن احتواه ، ورباه ، وآواه ، لقد كانت يديها هي التي عانت في تنظيفه وتلبيسه حتى حذاءه تربطه له ، وهي التي تطعمه وتسقيه ، ومن بطش الأطفال تحميه , تلاعبه ، وتمازحه ، في آخر الليل تهدهده حتى ينام . لقد أصبح هذا الحضن بديلاً لحضن الأم التي انشغلت بنفسها عن طفلها ، وفلذة كبدها ، انشغلت بجوالها ، وصديقاتها ، انشغلت بتحسين شكلها ، وتسريح شعرها ، انشغلت بنومها وأحلامها . لقد جعل الله للأم مكانة وفضلاً عظيماً لما عانته في حملها وطلقها وبعده بالتربية والعناية ، فكانت الوصية في برها ثلاث مرات قبل الأب ، ولقد كانت ومازالت الأم هي المدرسة الأولى في صناعة الأجيال ، أسالوا التاريخ يخبركم عن سير العظماء لوجدت جلهم أيتام تخرجوا من مدرسة أمهاتهم ، فصنعوا مجدهم ومجد أمتهم . أيتها الأم المباركة أنتي رمز الكرامة ، ومنبع الحنان ، ومصنع الرجال ، أنتي الكنز والثراء ، أنتي روح الحياة ، وحياة الروح ، فكما أنكِ لا تقلبي أن يكون مالكِ في خزانة الخادمة ، فلا تقبلي بمن لو وزن بمال الدنيا ما قبلتي به بدلا كيف تقبلي أن يكون طفلك رهين تربية خادمة . لقد استأمنك الله في بيت زوجك فكوني على قدر الأمانة ، ( والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها ) . أما سمعتي عن حالات قتل الأطفال ، أما راعكِ تأثر بعض الأطفال بديانة خادمتهم الغير مسلمة ، أو تلك التي تحمل معتقدات باطلة . أيتها الأم عليك مسئولية كبيرة اتجاه أطفالك في تربيتهم التربية الإسلامية الواعية ، تعلمي الطرق الحديثة ، طوري من مهاراتك في كيفية التعامل مع الأطفال . اقرئي كتباً ، استمعي شريطاً . تابعي برنامجا فضائيا عن التربية ولو مرة في كل أسبوع ، المهم أن تجتهدي في إبراء الذمة أمام الله . أكثري من الدعاء لأبنائك بدلا من الدعاء عليهم .