تأملوا معي هذه الآية : قال تعالى : {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} آل عمران الآيات السابقة تتحدث عن الذين يعملون الفواحش وتدخل من ضمنها أشياء كثيرة جداً مثل المعصية بالزنا والأفعال اللاأخلاقية بشكلٍ عام مثل الفحش بقول الكلام البذئ والاستهتار بقيم الدين إلخ ...... كذلك ظلم الإنسان لنفسه ويدخل بصور متعددة مثل الكذب والغيبة والنميمة والتعدي على حقوق الآخرين وإيذاء الناس بالقول والفعل والتعدي على الأملاك العامة وسوء استغلالها كل هذا يدخل ضمن ظلم الإنسان لنفسه .. وأشياء كثيرة تدخل من ضمن الأمور التي لاتقبلها فطرة الإنسان المؤمن السوي ثم تأتي هنا عظمة الله سبحانه وتعالى ذكروا الله .... ذكر الله سبحانه وتعالى متعدد الصيغ والاتجاهات ويشمل هنا التسبيح والتكبير والتذلل لله بأسمائه الحسنى وتذكر الإنسان المؤمن لربه يجعله لا إرادياً يشعر بالذل والصغار لكونه عصى ربه وارتكب أي فاحشة لا تقبلها فطرة المؤمن السوي وبمجرد أن يستغفر لذنبه ويتوب ويُقرّر ألاّ يعود لمثل هذا الفعل فإن الله بواسع فضله ومنه وكرمه يتوب عليه ويغفر له وليس ذلك فحسب بل يدخله جنة عرضها السموات والأرض فما بالك بإنسان لم يرتكب هذه الفواحش ولم يظلم نفسه ولا غيره ولم يعص الله سبحانه وتعالى لا جهراً ولا سراً ويصوم ويصلي ويتصدق ويحج ويعتمر ويدعو الله وينفق مما أعطاه الله ولا يسعى بقطيعة ويحب الخير ويتمنى للآخرين الخير ويساهم بنشر الفضيلة في المجتمع ويعامل الآخرين بالحسنى ويبر والديه ويتقي الله في تربية أبنائه وفي معاملة الخدم ووووووووووووووو أبواب كثيرة للخير بربكم ماذا ينتظر مثل هذا الإنسان المؤمن غير جنة عرضها السموات والأرض { وَتِلْكَ الْجَنَّة الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } فالإنسان بعد رحمة الله به لا يضيع له تعب فيكون جزاؤه الجنة أي عدل هذا وأي كرامة ينالها مثل هؤلاء ؟! أمور بسيطة جداً تدخلك الجنة كلها بمقدورك فعلها وكلي ثقة أن أغلبيتكم يتمتع بهذه الصفات صفات المؤمنين الحقيقيين التي ذكرتها آنفاً فلا تخافوا ولا تحزنوا لن يخيب الله عبداً كان صالحاً تقياً في الدنيا فالله عدل وقضاؤه عدل وقدره عدل وعقابه عدل وثوابه عدل واختياراته لنا عدل فكل ما يأتينا من نصيب فهو من الله وكل مصيبة هي عدل من الله وكل سعادة يمنحها لنا هي عدل من الله وكل نعمة نتلذذ بها ونرفل بها هي عدل من الله وكل لحظة ألم نشعر بها هي عدل من الله وكل دمعة حارقة تنسكب من عيوننا هي عدل من الله وكل خيبات الأمل التي نشعر بها وتزعجنا أحياناً هي عدل من الله وكل شئ لم يتفق مع طموحاتنا وآمالنا وأحلامنا هي عدل من الله حتى أبسط الأمور والأشياء هي عدل من الله لا يُعطي الله إلاّ بالقدر الذي يتناسب مع شخصياتنا وقدراتنا واحتمالاتنا نظن أحياناً بأننا ننتظر المزيد ونشعر أن اكتمال سعادتنا بهذا المزيد فنطمع له وندعو أن نحصل عليه وإذا لم نحصل عليه شعرنا بالوهن والضعف والفتور فيصيبنا نوع من القنوط واليأس ولكن لحظة من منا لم يمر بهذه اللحظات المؤلمة من اليأس والضعف ؟! لا أحد جميعنا نشعر ونيأس ونتعب وتنتابنا لحظات من الهم والضيق ونشعر أن كل من حولنا أسعد منا ولم ندرك حقيقة مهمة أن كل ما منحه لنا الله وأعطانا إياه هو الخير بل الخير كله في اختياراته لنا نحن لا نعرف متى سنرحل من هذه الدنيا ! فنجري هنا وهناك وووووووو وبالأخير تتسرب الأيام من بين أيدينا ونحن لم نشعر بالارتياح لأننا دائماً نفكر بالقادم وبالأجمل والأفضل والأحسن ولم ندر أن الأحسن والأفضل هو مانعيشه الآن نعم الآن هو الأفضل لا تتعب نفسك فيما سيحدث غداً لاتفكر بأن هناك شئ تنتظره لم يتحقق عش لحظتك بكل مافيها اهتم بنفسك وبعلاقتك بربك ثم علاقتك بالآخرين الأهم فالمهم لاتنسى أحداً لأنك ستصنع لنفسك شخصية وسترسم معالمها لنفسك ولكل من يعرفك حتى بعد رحيلك فقط ارسم صورة جميلة لا تشوهها باليأس والقنوط والخوف من القادم كل ما تمر به الآن هو فترة زمنية بسيطة ستنتهي سواء كنت في فترة مرض أو ضائقة مالية أو أشغال أخرى يجب عليك إنجازها في وقت محدد لا تهتم كل شئ سينتهي عاجلاً أم آجلاً وبحسب المدة التي اختارها وقدرها لك الله أعرف أن كثيراً منكم برأسه هموماً ومخاوفاً وأوجاعاً وقلقاً من زوج أهملها أو زوجة أهملته من ابن عاق أو ابنه مريضة من صديق خائن أو مسؤول ظالم من انتظار الفرج أو النصيب أو النجاح من سوء الحظ أو الإهمال أو الفشل كلنا نعيش لحظات فيها مشاعر مختلطة أمور كثيرة أشغلتنا أصبحت تعيش معنا وحرمتنا لذة اللحظة ولوثت نقاوة الهواء الذي نتنفسه لم نسلم أمرنا لله ولم نشعر بمتعة الحياة فقط تنفسوا بعمق ورددوا الحمدلله الذي جعلنا مؤمنين به ومنحنا لذة معرفته سبحانه وتعالى فقط ثقوا باختيارات الله وستسعدون كثيراً وستفرحون كثيراً وستحبون حياتكم جداً فقط ثقوا بالله فالله عدل ولا يُخيّب عبداً دعاه فالحمدلله كثيراً جداً على كل شئ . فوزية فواز