عفواُ يا صديقي .. لا تكابر فكلنا يعرف أنك لا تملك مقومات العمل الذي رشحوك إليه ، فسيرتك ، وخبراتك ، وعملك وإنتاجك كل ذلك لا يؤهلك أن تجلس على ذلك الكرسي الدوار , وتدعي معرفة الأخبار ، وأنك صنديد مغوار . يا صديقي لا يعني اعترافك بعدم الكفاءة أن ذلك نقص فيك ، اعترف ولينطق بها فيك ، فذاك هو عين النجاح ، وعنوان الفلاح ، ورمز الدراية والكفاح ، فلكل عمل أهله ، واقتحام الأعمال دون كفاءة جناية ، يحاسب عليها الله ، لا بأس أن تتدرب وتتعلم فليس يولد المرء عالماً ، ولكن أن تواجه بوجه غير وجهك الحقيقي وتدعي معرفة الصنعة ، وأنت اخرق فيها . لم يكن ذلك عيباً في حق النبي عليه الصلاة والسلام عندما اجتهد في زرع المدينة فأخبروه بالصواب فقال أنتم أعرف بأمور دنياكم . وليس عيباُ عندما أشار الحباب بن المنذر عليه منزل في بدر غير المنزل الذي أختاره ، ولم يكن نقصاُ في حقه أن قبل رأي سلمان الفارسي في حفر الخندق . يا صديقي إن كنت فاقداً للشيء فإنك لا تلمك أن تعطيه ، فلا تجمع مع هذه السوءة سوءة الغطرسة والمكابرة ، أخفض جناحك لمن معك ، وتعلم من السابقين ، لا عيب على الرجل أن يعتذر إذا وجد أنه غير مؤهل ، ولا عيب ولا حرج على المسئول أن يخبر من معه ،أن هذا لا يناسبه كما قال النبي عليه الصلاة السلام لأبي الدرداء أنك رجل ضعيف ، لما طلب الإمارة ، لنرك أن العمل والإنتاج ، والقيادة شيء لا محاباة فيه ، ولا مجاملة . عفواً يا صديقي بدون زعل .