هل تبحث عن بيئة عمل صحية؟! تعد الأخلاق بوصلة التقدم والنجاح في مختلف مجالات الحياة, فتخليق الحياة العملية أصبحت حاجة ماسة وضرورة إنسانية واجتماعية في ظل المؤثرات والتحديات الداخلية والخارجية, وتنوع الخصائص الشخصية لدى الأفراد, وتعد الحياة العملية من أبرز الأدوار الاجتماعية والوطنية التي يحتاجها الفرد في حياته؛ لما يترتب عليها من تأسيس القيم والمبادئ وتنظيم المجتمع والنهوض به لبناء مستقبل الوطن, لذا فإن أخلاقيات المهنة في المجالات المختلفة أصبحت فرضا لا خيار فيه, فقد اثنى الله على خير البشرية بقوله" وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ " القلم/4 , فالأخلاق هي الموجه الرئيس للسلوك الإنساني والاجتماعي والتربوي. إنّ ما تعانيه اليوم مؤسسات المجتمع من مشاكل مصدرها غياب الالتزام بأخلاقيات المهنة, لذا جاءت المواثيق لتؤكد ضرورة الرجوع إلى اخلاقيات المهنة والتي تُستقى من الخلق الاسلامي القويم, فبدون الأخلاق لا يمكن الحديث عن سلامة واستقرار وتقدم ورقي المجتمع. إنّ صياغة ميثاق لكل مهنة ونشره بين العاملين من أبرز ادوار القادة على اختلاف مستوياتهم ومجالات عملهم، وهي خطوة حاسمة لذا لابد من ربطها بنظام المحاسبية وجعلها جزء هام من تقويم العاملين. ومن هنا لابد من نشر مواد ومبادئ ميثاق أخلاقيات المهنة بين العاملين بشكل دوري والتوعية بها وذلك من خلال الدورات التدريبية، والأنشطة، وورش العمل، وإقامة الندوات، والبحوث، والدراسات، وتحديثها المستمر بالاستناد الى كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. كما لابد من وضعها كمقررات أكاديمية ومتطلب لابد من الإلمام به قبل التخرج والتوجه إلى المهنة, ليشكل قاعدة معرفيه توجه السلوك الانساني. و في ظل مهن ينقصها التقيد بأخلاقيات المهنة ستضيع الجهود ويسود الفساد والظلم ويضعف الإنتاج وتُحبط الآمال ويجدب الإبداع وستكون بيئات العمل طاردة ويزيد الحراك السلبي للوظائف بحثا عن بيئات عمل صحية تلتزم بمواثيق أخلاقيات المهنة, وبعدها نحكم على أنفسنا بالضياع والانحطاط والتخلف. إن التذكير والتأكيد على ضرورة الالتزام بأخلاقيات المهنة واجب ديني ووطني لحملة أمانة القيادة في مؤسسات المجتمع المختلفة, وهي الأولى لاستقطاع الاوقات من أجلها, فبيئات العمل هي مصانع النهضة الحقيقية فأولوها جل اهتمامكم.