الاستخلاف في الأرض منزلة رفيعة قال تعالى:( وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة) وقال تعالى:(هو الذي جعلكم خلائف في الأرض)، ومن هذا النص القرآني تحددت رؤية الإسلام الكلية للإنسان ذاتاً ووجودا|ً ووظيفة. هذه الرؤية رفعت الإنسان إلى أعلى منزلة في هذا الكون فليس ما هو أعلى وأنبل من هذه المكانة العظمى ليكون الإنسان فيها خليفة في الأرض. فمن هذا المنطلق جاءت فكرة حقوق الإنسان تحقيقاً لغاية الإستخلاف ومقصد تقررت بموجبه تلك الحقوق التي تحفظ وتصون كرامة الإنسان وخلافته. ولعل هذا الأمر تجلى في افتتاحية وثيقة حقوق الإنسان في الإسلام الصادرة من منظمة المؤتمر الإسلامي والتي جاء نصها ( أن الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي إيماناً منها بالله رب العالمين الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم وكرمه فجعله خليفة في الأرض ووكل إليه عمارتها وإصلاحها). ولن تتحقق هذه الكرامة إلا بالحصول على الحقوق وعدم انتهاكها أو استنقاصها وضرورة الدفاع عنها والسعي إلى تحقيقها لتبقى الكرامة الإنسانية والعدل والمساواة شعار لها. إن تكوين المعرفة بفكرة حقوق الإنسان في الإسلام في الإسلام لا بد أن تمر بأربع مقومات أساسية: استخلاف الإنسان في الأرض والكرامة الإنسانية والحق والمقاصد. فالاستخلاف أهم تلك الركائز بل مرتبطة تلك المقومات الأخرى لنجاح الاستخلاف على أرض البسيطة. والعيش بالكرامة وإيصال الحقوق لأهلها بمقصد راق نبيل. قال تعالى( ولقد كرمنا بني آدم) فكان من الواجب لذلك فهم الجميع للحقوق لتمام الوفاء بالعهد (إن العهد كان مسؤولاً) ومنه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بوصفه المثل الأعلى المشترك الذي ينبغي أن تعرفه كافة شعوب الأرض وتحترمه. فالناس أحرار متساويين في الكرامة والحقوق وهبوا العقل والوجدان وعليهم أن يعاملوا بعضهم بعضاً بروح الإخاء فلا يجوز في أي حال أن تمارس الحقوق على نحو يناقض المبادئ والقيم الإنسانية, فلا ينبغي التمايز على أساس الوضع السياسي أو القانوني أو الدولي أو الجنس أو الصفة , فللجميع حق التمتع أمام الأنظمة والقوانين التي تحفظ الأمن والكرامة والحقوق المعتبرة. فإذا تحقق ذلك, استطعنا الوصول إلى المثالية وحسن الخلافة في الأرض بالعزة والكرامة التي منحها الله إيانا. وبالله التوفيق،، حمد بن عبد الله بن خنين عضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان