قال الله تعالى : ((وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة)) . عندما قرأت هذه الآية تذكرت حال بعض إخواننا الذين يترقبون كل رمضان طيشان بعض الدمى وما تفرزه خلال عام كامل من عبثية حقيرة وفق منهجية حمقاء همها نقض عرى الدين وازدراء رموز هذه البلاد مع غبش في الرؤية , حيث يخيل لهذه الدمى أنهم قادرون على إيجاد شرخ في صرح هذه الأمة وهذه القيادة المتلاحمة المتكاملة الأدوار مستبصرة هديها من كتاب الله وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم مبصرة بنور الله الذي خص الله به هذه البلاد حيث حباها ببيته العتيق وبرسالة خاتم رسله محمد بن عبدالله وذلك من خلال التشكيك في كتاب الله وفي السنة المحمدية فمرة تجدهم يسخرون من الحجاب ومرة ينادون بالاختلاط ومرة يزدرون المحرم ومرة ينادون بتعدد الأزواج وآخرها الدعوة بتعدد الأديان . ((قاتلهم الله أنى يؤفكون)) فنصيحتي لإخواني الأفاضل قبل أن يتعجلوا في أحكامهم على هذه الدمى أن يراقبوا حركات هذه الدمى الشمبانزية وليمعنوا النظر على ضحكات هذه الدمى وأصباغها وتشوهاتها وياليتهم يركزون أكثر على حركات شفاهها وعلى عيونها وعلى أسنانها وعلى أنوفها المشوهة , وبعدها لا أريدهم أن يضحكوا ولكن أريدهم أن يحمدوا الله إذ كيف برجال تجاوزوا العقد الخامس ولا زالوا بهذه العقلية العبثية وهذه المنهجية الدنيئة فأين هم من قول الله تعالى ((حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال ربِ أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليّ وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه )) . والذي أريد أن أؤكده هو أن لوم هذه الدمى لوم عبثي لأن الدمى قد لا تسمع وقد لا تعي بحكم تركيبتها الفسيولوجية أو الفكرية . فحري بهم أن يستمعوا لقول الشاعر العربي : لقد أسمعت لو ناديت حيا .... ولكن لا حياة لمن تنادي وإن كان لابد من اللوم فيجب أن ينصب على الكاتب وعلى المخرج وعلى ملاك القنوات الذين همهم الكسب من هرطقة الدمى وأختم كلامي بقول الله تعالى (( وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون )) . خالد الحقباني