تعتبر قراراتنا مبنية على أسس وقواعد حياتنا وأيضا بالمقابل حياتنا تقوم على القرارات التي نتخذها فأذن الحياة والقرار وجهان لعملة واحدة . وحتى ننجح في حياتنا ونحقق مانصغوا له بالشكل الصحيح والمسار السليم لا بد من أن نضع قرار حازم وصريح يكون بمثابة نقطة التحول في حياتنا آخذين بعين الاعتبار مفهوم القرار ؟ وماهي الأدوار التي نقوم بها وأيضا الأمور التي يجب أن نتجنبها ؟ فالقرار هو السبيل الوحيد لتحريك عمل ما يهدف بلوغ اوالوصول إلى الأهداف والمهام المراد تحقيقها والتي من خلالها توضع العوامل المفيدة والخيارات المتاحة والأساليب والبدائل المحتمله وتحديد أهميتها وأولويتها على النحو الصحيح الذي يكفل بإذن الله النجاح والتوفيق فهذا القرار الذي يتجاهله بعض البشر أو نتهاون به يترتب عليه الفشل في بعض الأعمال المختلفة أو الندم على مافات مما يجعلهم يقعوا في دوامة الأسئلة . لماذا لم أنجح في عملي ؟ لماذا خسرت في تجارتي ؟ لماذا لم اختار تلك المهنة والتخصص ؟ ولماذا لم تنجح تجربتي في هذه الحياة ؟ لماذا علاقاتي مع الآخرين تبدو فاشلة لماذا دخل هذا الشهر لايكفي ؟ ماذا لم أختار الزوجة المناسبة في حياتي ؟ والكثير والكثير من الأسئلة التي لا يكون جوابها ليس ألا القرار المدروس على أسس علميه وعمليه. ولكي نتفادى هذه الدوامة أو نخرج منها لا بد أن نفكر ونعيد التفكير قبل اتخاذ أي أمر أو أجراء عمل آخذين بعين الاعتبار قرار يضمن النجاح بإذن الله في مختلف الأمور سواء كان الأمر بالسهل أو الصعب, لكن كيف لي اتخذ قرار ناجح وسليم ؟ يرى المتخصصون في مهنة الخدمة الاجتماعية أن هناك أمور لابد من النظر فيها والعمل بها قبل اتخاذ أي قرار مصيري ألا وهي: 1) التفكير الجيد في هذا الأمر وأخذ الوقت الكافي للتفكير ولا ينبغي الإسراع في اتخاذ أي خطوة في القرار. 2) الاستخارة : وهي طلب الخيرة في شيء من الله عزو جل وهي أهم الأمور إذ يناجي فيها العبد ربه . والله عزوجل خير حكيم وأعلم عليم . قال الرسول صلى الله عليه وسلم (اذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ) والركعتين هنا مقصود بها صلاة الاستخارة. 3) الاستشارة: وقد ذكرت في القرآن الكريم والسنة النبوية والأدلة عليها كثيرة, قال تعالى ( وشاورهم في الأمر ) وقد كان رسول الله أفضل الصلاة عليه وأتم التسليم يشاور أصحابه في الأمور كذلك خلفاؤه من بعده ولأهمية الاستشارة هناك سمات للمستشار لابد أن يتسم بها وهي:- الأمانة, العلم والدراية التامة بما يستشار به, القرب من الشخص ومعرفة أحواله. قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ماندم من استخار الخالق وشاور المخلوقين وثبت في أمره . 4) وضع خطة توضح سلبيات وايجابيات هذا الأمر , العوالق التي تواجه هذا العمل وكيفية اجتنابها , والأخطاء الممكن وقوعها وكيفية إصلاحها . 5) التوكل على الله وحسن الظن بالله وأعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك . 6) عدم التردد والبدء في الأمر بشكل سريع وواضح المعالم . فلا بد من إتباع هذه الأمور وأن التساهل في أحدها ربما يعوق جودة اتخاذ القرار. فلنبدأ من هذا المقام بحياة تملؤها قرارات ناجحة وسليمة كي يسهل تنفيذ الأمر ولنصل إلى مانسعى إليه حتى وان شق علينا هذا الأمر أو ربما وقف علينا أمر ما أو واجهنا مما يعوقنا فلنتذكر أننا وضعنا خطة توضح سلبيات وايجابيات هذا الأمر , والعوائق التي تواجه هذا العمل وكيفية اجتنابها و الأخطاء الممكن وقوعها وكيفية اجتنابها أخيرا: أتمنى لكم من أعماق قلبي التوفيق بقرارات ناجحة لها بصمة خاصة ومميزة في سبيل نجاح حياتكم. وخالية تماما من أي صعاب أو مشاكل وندم . أخوكم / ياسر بن دخيل الله العتيبي