ما زلنا خلال الأشهر الماضية نتابع ونترقب بتوجس أخبار الأحداث الأخيرة في جنوب بلادنا الحبيبة، وكيف أن تلك الفئة الضالة في الفكر والضمير حاولت أن تعتدي وتسطو على ممتلكات غيرها، وبثت الرعب في قلوب المواطنين الآمنين الذين يعيشون في المنطقة، حتى هبت أسود للذود عن حماها، وإبعاد المعتدين عن عرشها وعرينها وكيانها. صحيح أن هناك من اختارهم الله للشهادة ونالوا شرفها بإذن الله تعالى.. وحقاً أن هناك من أصيب، ولكنها التضحية وحب الشهادة في سبيل الله.. والبقية شاركوا إخوانهم وطلبوا مثلما طلبوا الشهادة أو النصر فاختارهم الله للنصر.. وإنه ليحق لهؤلاء الأبطال أن يفخروا بأنفسهم، وحق لأهلهم وعشيرتهم أن تفتخر بهم في مثل هذه المواطن، وحق لنا أن نفخر بهم جميعاً؛ ولكن الفخر الأكبر هو أن يفخر الوطن برجاله، أن يفخر البيت الكبير الذي نعيش فيه جميعاً بأبنائه الشجعان الأبطال، الذي حموه وصانوا حدوده.. ((قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)). وجدير خلال هذه الأسطر أن أقف وقفة إجلال وإكبار لأولئك الذين مَنَّ الله على هذه البلاد أن يكونوا من رجالها، أولئك هم.. ولاة الأمور.. الذي لم يألوا جهداً في دعم وتشجيع رجالهم وأبنائهم الأبطال بالمال والزيارة لهم والسؤال عنهم، وتسهيل كافة سبل الراحة للنازحين من أبناء المنطقة هناك.. علماؤنا الناصحون.. الذين آزروا ووجهوا ونصحوا وبثوا روح الحماس في قلوب رجالنا الشجعان.. الآباء والأمهات والزوجات والأبناء.. فهم قد قدموا فلذات أكبادهم وأغلى أقاربهم على قلوبهم؛ للذود عن هذا الوطن، والذود عن أراضيه.. ولكل ناصح ومخلص.. ساهم بدعائه أو ماله أو نفسه في القيام على أهل الغزاة والأبطال ورعى شؤونهم إلى عودة ولي أمرهم.. فلا حرمهم الله الأجر جميعاً.. واليوم ونحن نسمع بشائر النصر، واندحار الأعداء، لجدير بنا أن نراجع أنفسنا ونفتش عن أخطائنا، ونستفيد من دروس الماضي.. ولله العاقبة والأولى.. وإلى لقاء بكم قريب.. والحمد لله رب العالمين.. أخوكم: محمد بن عبدربه بن ضيف الله ماليزيا [email protected]