أحبتي .... عندما يكون الحديث عن عيد الأضحى المبارك تتجسد أمامنا أجمل المعاني السامية من مظاهر المودة والمحبة والتواصل والزيارات في الله وصلة الأرحام وغيرها مما لا يمكن حصرها هنا.. وعلى الرغم من تنوع مظاهر استقبال العيد واختلافها ما بين الماضي والحاضر إلا أن الفرحة والبهجة ، وصلة الرحم والمحبة، والمحبة الصادقة بين الزملاء في العمل هي القاسم المشترك الذي يجمع الأهل والأقارب والجيران والزملاء .. ففي العيد تختلط المشاعر وتحلو الأوقات وفيه تصفو النفوس ويتحابب الناس وتزداد صلة الرحم في أجواء اختلطت فيها الفرحة بنفحات من الحب والتواصل.. والمودة والوئام. فهنيئاً طهر قلبه فوصل ما أمر الله به أن يُوصل من الأرحام الذين أمركم الله بوصلهم من الأرحام ؛ فإن للأقارب حقوقًا لازمة على عباده المتقين، موجبة لرضا الله رب العالمين. وكان مبادراً لزيارة أصدقائه وزملائه والتواصل معهم بالزيارة أو الاتصال أو المراسلة. حري بمن حج البي المطهر أن يستمر في تطهير قلبه ؛ وحسنٌ بمن صام يوم عرفة ونحر أضحيته أن يصوم قلبه بعد ذلك عن الغل والحسد والبغضاء وأن يصوم لسانه دائما عن الزلل والغيبة والنميمة .. ولنتذكر إن في ديننا تلازمًا وثيقًا بين العقائد والعبادات، وترابطًا عميقًا بين سلوك الإنسان وأخلاق الإسلام في البيت وفي المدرسة والوظيفة وفي السوق، وفي المسجد، والمتجر وعند إشارات المرور قال تعالى {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ} . إنه تلازم يوجب على المسلمين أن يأخذوا بالدين كله، في العلم والعمل في الأخلاق والسلوك. وتبسمك في وجه أخيك صدقة فلتظهر مع تهاني العيد وما بعده شفاهنا بصدق البسمة، وقلوبنا بصفاء البهجة، ونفوسنا بالمودة والمحبة، جددوا أواصر التراحم بين الأصدقاء والجيران والحب والصلة بين الأقارب والأرحام والأصدقاء والزملاء. والله أسأل أن يعيد العيد على بلدنا المعطاء وأمتنا الإسلامية بالمن والأمن والرخاء والاستقرار ، وأن يحفظ على بلادنا أمنها واستقرارها وولاة أمرها وأن يحفظ جنودنا في الحدود الجنوبية ويسدد رميهم ويثبت اقدامهم، ويرفع قدرهم ويتقبل شهدائهم ويبارك في ذرياتهم وفي عقبهم. عبدالعزيز بن علي العسكر مدير مدرسة أبي موسى الأشعري للتحفيظ