لكل منطقة من مناطق المملكة عاداتها المتعارف عليها في المناسبات الاجتماعية وعلى وجه التحديد مناسبات الزواج، وفي منطقتنا هناك عادات تعارفنا عليها منذ القدم، وإذا أطلقنا العنان للذاكرة لتعود بنا للخلف ونعيش أيام الزواج كيف كانت سابقاً، نجد بأن الزواج كان يقام في منزل أهل العروس ويتشارك جميع أهالي الحي والمقربون بتقديم الدعم والمساعدة منذ الصباح الباكر في يوم الزواج كلٍ حسب استطاعته ومقدرته ليخرج الزواج في أبهى حلة، وكانت البسمة ترتسم على وجوه الجميع من أطفال ورجال ونساء إلى أن تنتهي مراسم الزواج البسيطة في ذلك اليوم عند الساعة الحادية عشر ليلاً. عاماً بعد عام بدأت هذه العادات الجميلة تندثر وتتلاشى، بداية من إقامة مناسبات الزواج في قصور وقاعات الأفراح مروراً بالاستراحات ثم الفنادق الفاخرة إلى أن أخذت منحنى جديد ومغاير وأفكار دخيلة وغريبة على مجتمعنا، حتى فقدت مناسبات الزواج جمالها ومتعتها الحقيقية وبالأخص لدى النساء، وذلك بسبب ابتداع بعض النساء بدع جديدة وانجرافهم خلف تيار الموضة والتقليد الأعمى، سواءً في طريقة تقديم المأكولات والمشروبات أو في اللبس الذي يرتديه بعض النساء في هذه المناسبات. فقد أبتكر بعض النساء المتتبعات للموضة نظام البوفيه المفتوح للعشاء وما يصاحبه من إسراف وتبذير بوضع العديد من أصناف الطعام والشراب والتي تبقى على حالها دون مساس ثم ترمى بعد ذلك، إلى أن ظهرت لنا الموضة مؤخراً ببدعة جديدة عن طريق إدخال نظام بوفيه الإفطار بأصنافه المتعددة أيضاً والذي يوضع للنساء مع أذان الفجر، حتى اقتحمت الموضة المزعومة لبس المرأة وكانت سبب مباشر في تعرّي وتجرّد بعض الفتيات وبعض النساء ممن بلغن سن الرشد من الحياء، وذلك بلبس الملابس المتعرّية من الأعلى ومن الأسفل وكذلك لبس الملابس الضيّقة والشفافة وإبراز المرأة لمفاتنها أمام الأخريات، ومن هذه الملابس على سبيل المثال اللبس القصير وهو لبس الفستان إلى فوق الركبة وكذلك ما يسمّى بلبس سيور ولبس التوب والذي يكشف كامل اليدين ونصف ظهر المرأة وأغلب صدرها. كانت المرأة سابقاً عندما تذهب للزواج تضع الطرحة أو الشيلة المنيخل على رأسها والديرمه على شفتيها وكحل البودرة على عينيها وتخرج للزواج لابسة ما يسمّى بالدرّاعة وهي في كامل أناقتها وحشمتها، وعندما يخرج أي جزء من جسدها ينظر لها الأخريات في الزواج بنظرات الاستنكار والاستهجان بأنها متعرّية ولا يوجد لديها ذرة حياء، وفي الوقت الحالي عندما تلبس المرأة اللبس المحتشم ينظر لها من يزعمن التحضر نظرة الاستنكار والاستهجان بأنها متخلفة ومتأخرة ولا تفقه في أمور الموضة، سبحان الله! هل أصبح مفهوم الموضة عند بعض النساء هو أن تتعرى المرأة في لبسها من الأعلى ومن الأسفل أو تلبس اللبس الضيّق والشفاف وتتجرد من الحياء الذي يعتبر أجمل صفة من صفاتها حتى يقال عنها بأنها أنيقة ومتحضرة، وكيف وصل الأمر ببعض الفتيات بأن تتجاهل الجانب الديني وتنخدع وتنساق بكل سهولة بما يعرضه بعض أصحاب المحلات أو القنوات الفضائية ومصممات الأزياء من ملابس متعرية تحت شعار موضة هذا العام، والأهم من ذلك كيف يسمح الزوج لزوجته أو الأب لأبنته أو الأخ لأخته بشراء ولبس مثل هذه الملابس وأن تذهب للزواج عارضة جسدها ومفاتنها أمام النساء دون حياء. بالتأكيد بأن هذا الوضع لا ينطبق على جميع النساء لأن الغالبية محتشمات ولله الحمد، إلا أن انتشار الملابس المتعرية بين النساء في مناسبات الزواج مؤخراً أصبح متزايد بشكل مخيف وملحوظ ، حتى أصبح معظم النساء المحافظات يختلقن الأعذار بعدم الذهاب للزواج لعدم رؤية هذه المناظر الخارجة عن حدود الأدب والحياء والحشمة، بينما هذا الوضع يتطلب من كل امرأة محافظة ومحتشمة الذهاب وتقديم النصيحة بالطريقة المناسبة، والأخذ بيد كل فتاة ترتدي مثل هذا اللبس فمن الممكن أن يكون لبس بعضهن لهذه الملابس نابع عن تقليد أعمى مع تساهل وتسامح من ولي أمرها دون الإحساس بخطورة الأمر، كما على كل فتاة أن تدرك بأنها بهذا اللبس تمّس سمعتها وتقلل من فرص زواجها وعزوف الشباب من التقدم لها، بحكم أن كل شاب عندما يرغب الزواج والارتباط بزوجة المستقبل يحرص بالدرجة الأولى بالبحث عن الفتاة المحافظة والمحتشمة، ونخشى ما نخشاه أن تجلب لنا الموضة الساقطة ومصممات الأزياء المنحطات في القريب العاجل من الملابس ما هو أكثر تعرّي ومثير للفتنة. دمتم بخير خالد بن محمد الخميس