عندما مرت العصور وتوالت الأعوام وانتهت تلك الأزمنة التي كان التكاتف فيها بين القريب والصديق والجار .. كانت تربطهم روابط جميلة تجد القلوب قد اجتمعت وتألفت على حب الخير .. والإيثار للغير .. هو كان حالهم تجدهم وقت الشدة والرخاء أحباء وإخوة .. تجد فيهم الطيبه وحب مساعدة الأخرين.. : : وبعدها جاء زمن ( ... المصلحه... ) او بالأخص الزمن الذي تكثر فيه المصالح : : فبدأت كثيرا من الأنفس بالتباعد والأجسام بالتقارب للمصلحة فأصبح الغالب لا يصاحب إلا من أجل مصلحة يربها أو فائدة يرجوها وكأن الأخوة لم تعد موجودة ودم القرابة قد صار ماء منسكب ... فلم تعد ترى إلا التنافر والتباعد والخصومات بين القريب والبعيد .. وقد يصل حتى بين الأخوة .. والأب والولد .. فأصبحت بعض القلوب مجخية لا تعرف المعروف ولا تنكر المنكر .. وقد تجد من تراهم متحابين ولكن سرعان ما تنقلب تلك المحبة إلى أشد البغض .. لماذا؟؟ لأنها محبة من أجل المصلحة وليست محبه من اجل الله تعالى. وتجد بعضهم عندما يرن جواله يقول قبل فتح السماعة : ( هذا ناشب هذا فاضي الخ ) وعند الفتح : ( .. مرحباً ألف أهلا وسهلا وش أخبارك ) وعند الانتهاء وقفل السماعة : ( يالله هذا فاضي وش يبي هذا ومالي نفس اسمع صوته ) ... فما يدل ذلك إلى على أن الصدور قد امتلأت غلاً .. وبغضاً .. وحسداً .. وكراهيةً .. وكما قال احد الشعراء: وقت الرخا تلقى الملا حولك اقراب وقت الشدايد ما بهم شخص موجود هذا زمان المصلحه صار غلاّب باب المروّه والوفا صار مسدود ولنتذكر قول رسول الله صل الله عليه وسلم ( لايومن احدكم حتى يحب لاخيه مايحب لنفسه ) فلتعد القلوب إلى الصفاء والنقاء و الإيثار والمحبة والألفة ... ولترحل يا زمن المصلحه وتقبلوا خالص تحياتي ،،، عبدالرحمن بن محمد الرويتع