العمل التطوعي من الأعمال الإنسانية السامية والجليلة التي تؤثر في الفرد والأسرة والمجتمع، ويستمد هذه المنزلة من حيث كونه بلا مقابل وبلا مردود، بل هو يحقق رغبة لدى المرء نابعة من شخصيته المحبة لمساعدة الآخرين، وشغفه في التعلم واكتساب خبرات وعلاقات جديدة واستشعاره بالزهو والسمو الوجداني عندما يقدم خدمة أو عملا لا يرجو من وراءه مقابلا بل ساعيا لطلب الأجر من الله، قال تعالى (ومن تطوع خيراً فإن الله شاكر عليم)، والعمل التطوعي يعمل على تربية النفس وتهذيبها وتعويدها على تقديم الخير والعطاء والتضحية بلا حدود وبلا مردود. ويحظى العمل التطوعي في بلادنا بدعم وتأييد كبيرين من حكومتنا الرشيدة ولا أدل على ذلك تلك الجمعيات الخيرية والمبرات والمؤسسات المنتشرة في أرجاء المدن والقرى وما تقدمه للمحتاجين من مساعدات ومعونات على مدار العام. وكان لا بد للمواطن أن يكون شريكا للدولة في هذا المظهر الإنساني العميق، ومجتمعنا ولله الحمد يصطبغ بالروح الإسلامية المحبة لعمل الخير التي لا ترجو مقابلا لذلك إلا الأجر والرضوان من الله. ومراكز الأحياء من المظاهر البائنة والواضحة للعمل التطوعي التي يسارع على الالتحاق بها كل محب للخير وكل من ينشد راحة ذاته من خلال خدمة وفائدة الآخرين. ما دفعني للكتابة عن هذا الموضوع هو حضوري لأحد نشاطات مركز الحي بغرب السيح وقد علمت أن عملهم تطوعي لا ينالون من وراءه أي أجر، وأن أجرهم ومكافأتهم هو تعاون أهل الحي بما يحقق أهداف هذا المركز والغاية السامية التي وجد من أجلها. والواجب علينا أن نقف مع هؤلاء الأخوة في مراكز الأحياء وقفة صادقة وندعمهم من خلال التشجيع وإبداء الملاحظات والاقتراحات والآراء البناءة التي تساهم في توطيد ركائز هذه المراكز واستمرارها ، ولا ننسى أن الحضور والتفاعل من النشاطات المقدمة من أهم أسباب استمرار مثل هذه المراكز وتنوع وأصالة ما تقدمه. لاشك أن للعمل التطوعي فوائد عظيمة ومنافع جليلة على الفرد والمجتمع، ولن نقف عليها ونلمس آثارها إلا بعد سنوات، بعد أن نكون قد تشربنا هذه الثقافة وتزودنا من مظاهرها المتنوعة وبعد أن تكون قد أصبحت جزءا لا ينفصل عن مجتمعنا. عيد جريس