كثيراً مانسمع عن مرضى قد تم إجراء تقويم أسنان لهم وبعد إزالة جهاز التقويم بفترة، عادت الأسنان إلى ماكانت عليه قبل التقويم وقبل العلاج مما يجعل المريض يشعر بعدم جدوى العلاج وبخسارة الوقت والمال خلال فترة التقويم. لماذا وماهي أسباب ماحدث وكيف نعالج هذه الأسباب وكيف نحافظ على ثبات المعالجة بعد انتهاء التقويم ؟ هذا ما سوف نوضحه بشكل موجز في هذا المقال. تعريف النكس بعد التقويم: هو عودة الأسنان بعد انتهاء التقويم إلى وضعها الأول قبل التقويم بنفس الشدة أو بشدة اخف أو اشد بعد فترة من الزمن طويلة أو قصيرة. أسباب النكس وطرق معالجته: 1 - نمو الفكين العلوي والسفلي : حيث أن أي نمو غير طبيعي للفكين من الممكن أن يكون سبباً للنكس. وكون الفك السفلي مستمراً بالنمو بعد توقف النمو على الفك العلوي بفترة أطول فان ذلك قد يسبب نكساً في المعالجة على مستوى القواطع السفلية أو على مستوى علاقة الفكين ببعضهما. لذلك يجب على طبيب التقويم أن يكون على علم بخطط النمو للفكين عند المريض وان يتوقع مقدار النمو للفكين وجهته ومتى ينتهي حتى يستطيع أن يضع خطة العلاج المناسبة للمريض وان يختار الوقت المناسب للتقويم بحيث تخفف من النكس عند الضرورة وكذلك يمكن للطبيب الاستعانة بأجهزة مثبتة حتى ينتهي النمو. 2 - الأسنان وبزوغها: ا- شكل الأسنان : يمكن لشكل الأسنان إذا كان غير طبيعي وخصوصاً القواطع السفلية أو عند وجود نتوءات على الوجه الحنكي من القواطع العلوية أن يكون له دور في النكس وهنا دور طبيب التقويم الانتباه منذ بداية المعالجة لشكل الأسنان وعند الضرورة أعادة تشكيلها ( حك أو ترميم ( ب- حجم الأسنان : ممكن في بعض الحالات أن يكون حجم الأسنان اكبر من حجم الفكين بحيث أننا لانستطيع أن نصف الآسنان في مكانها الصحيح بشكل ثابت دون نكس، وكذلك يمكن أن يكون حجم الأسنان العلوية اكبر من السفلية أو العكس وهذا يعتبر عاملاً مهماً للنكس بعد المعالجة، وهنا على طبيب التقويم منذ بداية التقويم الانتباه إلى حجوم الأسنان العلوية والسفلية والقيام بقياسها ومقارنتها مع بعضها ومع العظم الفكي الموجود ووضع خطة المعالجة المناسبة (خلع أو حك أسنان أو عدم خلع أو توسيع الفكين) من اجل منع حصول نكس للمعالجة بعد التقويم. ج- تشابك الأسنان : مع بعضها العلوية والسفلية : كلما كان تشابك الأسنان العلوية والسفلية أثناء الأطباق صحيحاً وعميقاً كلما كان النكس اقل والثبات جيداً وهذه مهمة طبيب التقويم أن يحصل في معالجته التقويمية على تشابك عميق وجيد بين الأسنان العلوية والسفلية. د- ظهور أسنان العقل : ممكن أن يسبب ظهور أسنان العقل بعد نهاية التقويم ازدحام القواطع السفلية أو بروزها للأمام لذلك على طبيب التقويم مراقبة أضراس العقل بعد نهاية التقويم وخلال فترة بزوغها وخلال فترة التثبيت في حال عدم وجود فراغ كاف لأضراس العقل حتى تبزغ يستحسن عندها خلع أضراس العقل أما في حالة وجود فراغ كاف لها لتبزغ مع غياب أي أعراض التهابية أو لثوية حول أضراس العقل فلا داعي للخلع. 3 - التوازن العضلي والوظيفي حول الأسنان. 4 - الأنسجة اللثوية التي تحيط بالسن تحتوي على الياف يتهدم معظمها أثناء حركة السن وقسم قليل منها لايتهدم أثناء تحريك السن بل يتمدد وبعد إزالة التقويم فان القسم المتهدم من الألياف يحتاج إلى فترة سنة أو اقل حتى يعاد بناوه في الوضع الجديد للسن لذلك يجب على طبيب التقويم بعد انتهاء التقويم تثبيت الأسنان في وضعها الجديد مدة من الزمن حتى يتم بناء الألياف اللثوية من جديد وإلا فان الأسنان ستعود إلى وضعها الأول قبل التقويم. - بالنسبة للألياف المرنة المطاطة التي لم تتهدم أثناء التقويم والتي ستعمل على أعادة الأسنان إلى ماكانت عليه قبل التقويم، يجب على طبيب التقويم أن يجري قطعا خفيفا عليها عند نهاية التقويم حتى تعود وترمم نفسها في الوضع الجديد. التثبيت - يجب بعد نهاية كل تقويم أن يتم تثبيت الأسنان في وضعها الجديد من اجل السماح للأنسجة الثوية بالترميم وإعادة البناء والأنسجة العضلية بالتأقلم والتوازن مع الوضع الجديد للأسنان، كل ذلك منعاً لحدوث النكس ويتم هذا التثبيت عن طريق أما أجهزة ثابتة ( أسلاك خفيفة تثبت على الوجه الداخلي للأسنان العلوية والسفلية) أو عن طريق أجهزة متحركة يضعها المريض ليل نهار في بداية التثبيت ثم ليلاً فقط في نهاية التثبيت. وبالطبع فان فترة التثبيت سواء كان جهاز التثبيت متحركا أو ثابت تختلف حسب الحالة التقويمية وغالباً سنة على الأقل ويبدأ التثبيت بعد فك جهاز التقويم مباشرة. د / عيسى عبيدات أخصائي تقويم أسنان