تعالت أصوات سيارات الحراسات لموكب سيدي صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن ناصر بن عبدالعزيز محافظ الخرج فور وصوله لمقر الاحتفال المقام الأسبوع الماضي تكريما من سموه لمديري الدوائر الحكومية بالمحافظة . وها هو الفارس يشق طريقه إلى مكانه الذي أعدّ لسموه ، تزينه الورود والأزهار ، وسط الابتسامات وتعابير الفرح التي يحملها كل الحاضرين . ورغم أني لمحت هذه السعادة في عيون ووجوه الحاضرين ، إلا أنني ذهبت بعيدا ، وأختلط الفرح عندي بالحزن ، وعدت بالذاكرة أتذكر وقع خبر تولي سموه للمحافظة ، وكيف طرنا فرحا ، ونحن ننظر حينها بأفق واسع ، وكأننا نرى ونستشرف المستقبل . وبدأت عجلة البناء تتسارع ، وشاهدنا مظاهر التطور كيف أرست قواعدها في محافظتنا الغالية . فقد وضع سموه الأهداف والاستراتجيات بعيدة ومتوسطة وقصيرة المدى ، وفي شتى الميادين : التعليم ، الصحة ، البلدية ، الكهرباء ، الزراعة ، الرياضة ... وغيرها . وهانحن اليوم نعيش ولله الحمد نقلة جديدة ، وفي عصر أسميه كما أطلقه سموه "عصر الانتهاء من البنية التحتية" وكل هذا الذي حدث ، وما سيتلوه من الأحداث لن يتغير بسرعة بل يحتاج إلى وقت ليصبح بناء متكاملا ، ولن يكون إلا بوقفة المخلصين ، وتكاتف الرجال ، ونصح الحكماء ، وهمة الأوفياء . لقد كرّم سيدي الأمير جميع مديري الدوائر الحكومية المتقاعدين والمترقيين والمنتقلين من المحافظة أو إليها ، بلمسة وفاء ، وتقديرا للأوفياء ، وسعد المكرمون بذلك ، كيف لا ؟ وهم يرون ولاة أمرنا يهتمون بأمرنا ، ويلمسون أهم جانب في حياتنا ، وهو الجانب المعنوي . فلك الشكر سيدي . أنني لا أسطر هذه الكلمات طلبا للإطراء ، وإن كان سيدي يستحقه ، ولا أمدحه فيما ليس فيه ، لكن ما دعاني للكتابة ، ودفع قلمي ومدادي شعور داخلي ، وخوف ورهبة داخلية فعندما استمعت لكلماته في الحفل جال بخاطري ولو للحظة أن يترجل الفارس عن صهوة جواده ، أو أن تفرق الأيام ما نحن فيه من نعمة في ظل سيدي الأمير، لذا كتبت ما يحمله الفؤاد دون حياء أو تردد ، لقد أصبحت يا أمير جزء لا يتجزأ من هذه الأرض الطيبة ، وصرت ركنا وعمادا تقوم عليه ، وأصلا لا تعوضه الفروع ، وشجرة طيبة تسرك رؤيتها ، ويعجبك مظهرها وقوامها ، ويشبعك ثمرها ، وتستظل بظلالها ، وتفرح وتفخر بالوقوف بجانبها . إننا وإن كان الأمر ليس بأيدينا ، ولكن ! لا يستطيع أحدٌ أن يمنعنا من التعبير عن صادق حبنا لقادتنا وأمرائنا ، فإني أشهد الله على حبك سيدي الأمير ، ونسأل الله أن يحفظك وأنت بين محبيك ، وعين الله ترعاك . ختاما أعتذر عن الإطالة لكن المقام يوجب طول المقال ، وأنا متأكد أن هذا الشعور ليس حكرا على الكاتب وحده ، بل هو شعور لكل من عرف الأمير من قريب أو من بعيد . ولو فتح المجال لأخواني القراء أهل هذه المحافظة لقالوا وزادوا وأفضوا أفضل مما كتبت . فأتمنى لسيدي موفور الصحة والعافية والسعادة الدائمة . سعود بن عبدالله الضحوك