الحمد لله ولي الصالحين ولاعدوان إلا على الظالمين وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين أما بعد.. سبحانك ربي مالك كل شيء ورب كل شيء أنت خلقتنا فأحسنت خلقنا فسبحانك ما ازددنا بعلمنا الذي علمتنا إياه إلا إيماناً ويقيناً بك فسبحانك ربي .. أخواني الكرام وكما وعدتكم بأني سأستمر في الكتابة في موضوع الإعجاز العلمي في القرآن وعلاقة الظواهر الجيولوجية به - ولن أعطي الموضوع حقه مهما كتبت ت فهذه الحلقة الثانية التي أسأل الله أن يوفقني للاستمرار في الكتابة فيه فأضع بين أيديكم ما يلي : الظاهرة الأولى / إن حركة الجبال تعود إلى حركة الأرض التي نتواجد عليها، حيث أن القشرة الأرضية تطفوا فوق طبقة الأوشحة الأعلى منها كثافة . وفي بداية القرن العشرين افترض العالم الألماني الفرد واغنران أن القارات كانت متلاصقة عند بداية تكونها ثم انجرفت بعد ذلك في اتجاهات مختلفة وبالتالي تفرقت وابتعدت عن بعضها . ولم يدرك الجيولوجيون أن واغنر كان على حق إلا في ثمانينيات القرن الماضي بعد خمسين عاماً على وفاته . وكما واغنر في مقالة له نشرت عام 1915 فإن الكتل الأرضية كانت مجتمعة مع بعضها البعض قبل 500 مليون عام، وهذه الكتلة الكبيرة من الأرض التي سميت البانجيا كانت متواجدة في القطب الجنوبي . وقد أشار القرآن الكريم الى ذلك وكشف هذه الحقيقة قبل أن يكتشفها العلماء في العصر الحالي حيث قال جل جلاله (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) (النمل:88). الظاهرة الثانية / لا شك أن منطق كروية الأرض قد اختلف عليه الناس قديماً فالبعض أنكر أن الأرض كروية الشكل بحجة أنها منبسطه ولو سرت فيها بأي اتجاه لم تجد انحناء فيها والبعض جاء بدلائل نظرية تثبت كرويه الأرض وقد أشار أئمة الإسلام منذ القديم إلى حقيقة كروية الأرض استناداً إلى كتاب ربنا سبحانه وتعالى فقد أشار الإمام ابن القيم الجوزية في كتابه التبيان في أقسام القرآن إلى كروية الأرض. وأشار كذلك الإمام الفخر الرازي في تفسيره مفاتيح الغيب إلى كروية الأرض فقال : "إن مد الأرض هو بسطها إلى ما لا يدرك منتهاه ، و قد جعل الله حجم الأرض عظيماً لا يقع البصر على منتهاه ، و الكرة إذا كانت في غاية الكبير كان كل قطعة منها تشاهد كالسطح المستوي الامتداد ". وإلى ذلك أشار شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه " الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح " قال : "اعلم أن الأرض قد اتفقوا على أنها كروية الشكل و ليست تحت وجه الأرض إلا وسطها ونهاية التحت المركز و هو الذي يسمى محيط الأثقال ". ولم تظهر كروية الأرض للناس وهي تسبح في الفضاء إلا عندما أطلق الروس القمر الصناعي الأول " سبوتنيك " في مداره حول الأرض في أكتوبر 1957م واستطاع العلماء الحصول على صور واضحة لكوكب الأرض بواسطة آلات التصوير التي كانت مثبتة في القمر الصناعي وفي عام 1966 م هبط القمر الصناعي " لونيك 9 " بأجهزته المتطورة على سطح القمر ،و أرسل لمحطات الاستقبال على الأرض صوراً عن كوكب الأرض . فكيف عرف محمد صلى الله عليه و سلم ذلك ؟! إنه الوحي الإلهي، الذي يدل على أن الذي أنزل القرآن هو خالق الأكوان، وهو بكل شيءٍ عليم . قال تعالى (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمّىً أَلا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ) (الزمر:5) تأمل أخي الكريم لفظ ( يكوّر ) وهي إشارة إلى كروية الأرض ختاماً / أسأل الله أن ينصر إخواننا المسلمين في كل مكان وزمان وأن يرد كيد أعدائنا في نحورهم وأن يجعل الجنة هي دارنا ومآلنا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم . أحمد الربيدي