أيام العيد أيام تعظيم لله الواحد القهار، وشكر له على إتمام الصيام والقيام، وميدان تسابق في الخيرات، ومجال منافسة في المكرمات. وهي أيام من السنة خصصت لنسيان الهموم والأحزان، والتغاضي عن الأخطاء والزلات، وإظهار الفرح والابتهاج. وأيام العيد أيام تفيض علينا بالفرح والسرور، تجمع الأرحام على البر والصلة، والأصدقاء على الذكريات والمرح، والمسلمين على الحب والتسامح والتزاور. ومع ابتعاد بعضنا عن الاقتباس من الهدي النبوي، ومع ضغوط مشكلات الحياة المعاصرة، وتراكم المهمات وكثرة الأعمال، وتلهف الكثير نحو مصالحهم الشخصية، والسعي وراء الماديات، وانتشار العديد من الأمراض المعنوية، زادت حاجة جميع أفراد المجتمع إلى الابتعاد عن تلك المنغصات والفرح والابتهاج بأيام العيد. واستثماراً لهذه الأيام المباركة في تحقيق المعاني الإسلامية والاجتماعية الرائعة للعيد، وبمبادرة موفقة نظّم المجلس البلدي لبلدية مدينة الدلم في يومي العيد الثاني والثالث احتفالات بهيجة، تُوّجت بتشريف ورعاية صاحب السمو الملكي الأمير عبد الرحمن بن ناصر بن عبد العزيز محافظ محافظة الخرج، وازدادت الاحتفالات بهاءً بالجموع الغفيرة من المواطنين والمقيمين الذين ازدحمت بهم الشوارع المحيطة بمكان الحفل وهم يتبادلون التهاني بعيد الفطر المبارك، وقد علت وجوههم ابتسامات صادقة تعبر عن الحب للآخرين والرضا بهذه البادرة النوعية المباركة، حقاً لقد كان منظراً رائعاً نادراً أن اكتظت ساحة الاحتفال ومعارضه وفعالياته المصاحبة بالحضور خلال يومي الاحتفالات. ففي يوم الاحتفال الأول وبأجمل عبارات ومظاهر الحب والترحيب استقبل المسؤولون والأهالي صاحب السمو الملكي محافظ الخرج، الذي تجول على المعارض والفعاليات المصاحبة، ومن أبرزها: الخيمة الشعبية، وخيمة الجاليات، وجوال الخير، ومعرض الدلم عبق التاريخ. أضاءت بعد ذلك سماء الاحتفال بالألعاب النارية معلنة بداية الاحتفال، ثم تتالت الفقرات واحدة بعد الأخرى، بدءاً بالقرآن الكريم وانتهاءً بالعرضة السعودية وحفل العشاء، وخلال فقرات الاحتفال ارتجل صاحب السمو الملكي كلمة مشرقة أشرقت معها القلوب، وتجلت فيها معاني الحب لأهالي الدلم وصادق التهنئة بهذه المناسبة. ولقد تميزت احتفالات أهالي الدلم بعيد الفطر المبارك لهذا العام بالعديد من المزايا، كان على رأسها تشريف صاحب السمو الملكي محافظ الخرج. ومشاركة أغلب الأهالي الذين تجسدت فيهم مظاهر اللحمة الاجتماعية، من خلال التعاون والتكاتف بين المسؤولين وأعيان البلد والأهالي وأصحاب المواهب والطاقات المتميزة، في سبيل إنجاح الاحتفال وتحقيق أهدافه النبيلة وظهوره بالمظهر اللائق بالدلم. كما أنه ولأول مرة في احتفالات الدلم يحظى زينة الحياة الدنيا - أطفالنا - (بنين وبنات) ببرامج خاصة ضمن الاحتفال، فقد تعالت صيحاتهم الجميلة، وضج المكان بضحكاتهم البريئة من خلال استمتاعهم بقرية الألعاب الهوائية وميدان الفروسية التي صاحبت أيام الاحتفال. كما أن المنظمين للاحتفال لم يغب عن بالهم أن العيد للجميع مواطنين ومقيمين، فكان من ضمن الفعاليات المصاحبة خيمة للجاليات يعرضون خلالها أبرز مظاهر العيد في بلدانهم كالأكلات الشعبية وبعض الألعاب الخفيفة، كما كان لهم مشاركة ضمن برامج الاحتفال في اليوم الثاني، وسباق للدراجات الهوائية. ولأن شكر الآخرين على ما قدّموه من جهد وصنيع متميّز صفة نبيلة دعا إليها ديننا الإسلامي، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله، فباقات من الشكر الجزيل تقدّم لصاحب السمو الملكي محافظ محافظة الخرج على موافقته ومتابعته ورعايته لاحتفالات أهالي الدلم بعيد الفطر المبارك هذا العام، والشكر أعطره لرئيس المركز ولأعضاء المجلس البلدي وجميع العاملين في اللجان المنظمة للاحتفالات، كما أن للداعمين من أصحاب الفضيلة والسعادة وأعيان وأهالي الدلم، والدوائر الحكومية التي تعاونت مع لجنة الاحتفالات أعبق الثناء وأجمل التقدير، جعل الله ما قدّموه وبذلوه في موازين حسناتهم ورفعة لهم في الدنيا والآخرة. أخيراً: لقد ابتسم الجميع في مدينة الدلم أيام العيد، مواطنين ومقيمين صغاراً وكباراً شباباً ورجالاً بهذه الاحتفالات وأعتقد أن الابتسامة قد ارتسمت على وجوه الكثير من النساء في البيوت، عندما عاد إليهن أطفالهن وهم مسرورون يضحكون يحملون معهم هدايا العيد التي وزعت عليهم في الاحتفال. وبعد هذا الفرح وهذه الابتسامات الصادقة هل ستستمر ابتسامتنا طوال أيام العام؟! نعم لقد فرح وابتسم الأهالي بأيام عيد الفطر المبارك في الدلم، فهل سنبتسم وتزداد ابتسامتنا في الأعياد والإجازات الصيفية والفصلية القادمة؟! أتمنى ويتمنى أهالي الدلم ذلك. http://archive.al-jazirah.com.sa/2008jaz/oct/9/rj6.htm حمد بن عبدالله القميزي