"الداخلية السعودية" تفكيك 19 خلية إرهابية بالبلاد إعلاميون سعوديون: استهدافنا يؤكد نجاحنا والفجوة الفكرية تسمح بالتجنيد جازان نيوز - عبدالله السبيعي :أكد إعلاميون سعوديون أن ما ورد في بيان "الداخلية السعودية" الجمعة 26-11-2010 عن إحباطها مجموعة من المخططات استهدفت مسؤولين وإعلاميين ورجال أمن ومنشآت نفطية وأعمالاً إرهابية استهدفت البلد الحرام في موسم الحج، يؤكد نجاح الدور الإعلامي في التصدي للفكر المتطرف وفضحه. وأشاروا إلى أن السعودية حققت سابقة عالمية في مجال التصدي للإرهاب، وأنه في الوقت الذي تحقق فيه تلك النجاحات تبقى ثغرات في مجال التجفيف الفكري للإرهاب، وهو الدور الذي طالب المفكرون والعلماء والفقهاء والمثقفون بالتصدي له بالإضافة لتطوير آليات ذلك. من جهته أكد الكاتب بصحيفة "الرياض" يوسف الكويليت أن "تنظيم القاعدة يشن حربه ضد جهات عديدة تشترك في مقاومته، فهي تحارب كل من يحاربها أو يقف ضدها". وأكد أن الإعلاميين في نطاق الأمن العام ويعتبرون منارة معينة في حرب الإرهاب أياً كان نوعه. وكل إعلامي هو أيضاً خط نار ضد أي تحرك للإرهاب فعندما تستهدف "القاعدة" الإعلاميين فإنما تؤكد أهمية الدور الذي يقوم به الإعلام". ويؤكد الكويليت: "السعودية الآن متقدمة حتى على دول عالمية، وحققت سابقة بكشف خلايا في دول متقدمة وهذا لا يحدث إلا نادراً وسابقة غير عادية، ولا أدل على ذلك من تحذيرها لتلك الدول المتقدمة، وأبرز مثال قضية الطرود المفخخة الأخيرة. التجربة السعودية رائدة وناجحة والدعوات للأخذ بها مستمرة". الفجوة الفكرية أما الكاتب السياسي رئيس التحرير السابق لصحيفة "الوطن" جمال خاشقجي فيرى أنه على الرغم من النجاحات الرائعة التي حققتها السلطات السعودية في مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه إلا أنه لاتزال هناك فجوة واضحة يتم من خلالها تجنيد السعوديين. وبحسب قراءته للبيان يرى خاشقجي أنه بالنظر لعدد السعوديين (124) في هذه الخلايا يمكن القول إن القاعدة مازالت تنجح في تجنيد من شخص إلى شخصين كل ثلاثة أيام، وهو مايصفه ب"الكارثة"، مؤكداً أن الفجوة يجب أن يردمها العلماء ورجال الفكر حيث إنها فجوة فكرية. ويضيف خاشقجي: "إضافة الإعلاميين إلى قائمة المستهدفين من قبل القاعدة يؤكد معلومات سابقة عن ذلك، وبحسب ما سمعت من مسؤولين سعوديين، من المؤكد أن الإعلام قام بدوره والقاعدة متألمة من ذلك وهو نجاح يحسب له". ويرى أنه "يجب أن نقلق لأن المنتج مازال يُصّنع رغم كل النجاحات، ولأن القاعدة مازالت تنجح في تجنيد بعض شبابنا وأبنائنا. نجاحاتنا الحالية هي في كشف العمليات واستباقها والمساهمة في ذلك حتى على صعيد عالمي، لكن على صعيد منع المنتج من الأساس مازال هناك فشل. النجاحات تتحقق في نهاية خط الإنتاج لكن في بدايته للأسف هناك ثغرات وفشل". ويؤكد خاشقجي "هذا الفشل لا يتحمله الأمن ولا السلطات السعودية بل آخرون فشلوا في تجفيف الفكر الإرهابي وإلغاء النظرة المتطرفة، وأنا أرى أن على العلماء والمفكرين أن يقوموا بدور أكبر حول ذلك". ويدلل بقوله: "يمكنك ببساطة زيارة بعض المواقع السعودية وتلاحظ ما تسمح به من تعليقات، مثل موقع "لجينيات" على سبيل المثال، ستجد تعليقات يسمح بها من نوعية أشخاص يزعمون أنهم ضد القاعدة لكنها تصب في مجرى القاعدة، وستجد بعضهم يطالب الدولة بأنه كان من المفترض بدلاً من اعتقاد "الغيورين" كما يرونهم يطالبونها أن تقبض على الليبراليين والتغريبيين". الحاجة لتطوير آليات بدوره يقول الكاتب بصحيفة "الرياض" محمد المحفوظ: نحن بحجة لتطوير آليات العمل على تجفيف الإرهاب على المستويات الفكرية والثقافية، مازلنا نشعر بالتقصير في هذا الأمر، وكون العدد الأغلب في ال 19 خلية من السعوديين ينم عن أن هذا الموضوع بحاجة لجهد متواصل وعمل متعدد الأبعاد. أما استهداف الإعلاميين وضمهم لقائمة المستهدفين فهو مؤشر على أن المعركة في بُعدها الثقافي والإعلامي آتت أكلها، لذلك يشعر الإرهابيون بخطر من استمرار الأقلام الإعلامية والثقافية في فضحهم وفي تفكيك الحوامل الثقافية لظاهرة العنف في مجتمعنا". ويضيف المحفوظ: "أتوقع وهو المنتظر أن يدفع ذلك بالجهات والأقلام الإعلامية والثقافية لمضاعفة جهودها ويحفزها لضرورة الاستمرار في هذه النجاحات، فهذه الظاهرة المتطرفة تهدد كل الفئات والشرائح وبالتالي فواجب الجميع أن يقف في وجهها". وكانت وزارة الداخلية السعودية قد أعلنت في وقت سابق اليوم عن إحباطها مجموعة من المخططات استهدفت مسؤولين وإعلاميين ورجال أمن ومنشآت نفطية وأعمالاً إرهابية استهدفت البلد الحرام في موسم الحج، وفقاً لبيان أصدرته. واستطاعت قوات الأمن اعتراض مخططات إرهابية في مراحل متقدمة، كانت تهدف لتنفيذ اغتيالات بحق رجال أمن ومسؤولين وإعلاميين ومستأمنين ومنشآت نفطية، وتم ضبط وثائق وأسلحة لها علاقة بتلك المخططات، واتخذت الإجراءات النظامية عبر الشرطة الدولية بحق المرتبطين بتلك المخططات من المقيمين بالخارج. ورصدت "الداخلية السعودية" خلال الأشهر الثمانية الماضية 149 ممن لهم علاقة بالأنشطة الضالة، وقد بلغ عدد السعوديين من بينهم 124 والبقية وعددهم 25 من جنسيات مختلفة. وتوزعت أنشطة هؤلاء المتورطين على 19 خلية في عدد من مناطق المملكة، معظمها كان في بداية التكوين، ولها ارتباطاتها الخارجية وروابطها الفكرية التكفيرية، حيث جند أعضاؤها أنفسهم "لنشر الفكر التكفيري المنحرف، وجمع الأموال لدعم التنظيم الضال في الداخل والخارج"، بحسب البيان الذي نشرته "الداخلية السعودية". وضبطت القوات الأمنية السعودية بحوزة المتورطين مبالغ نقدية مقدارها مليونان و244 ألفاً و620 ريالاً، وكشف البيان عن قيامهم بتسهيل سفر "المغرر بهم إلى المناطق المضطربة ومحاولة تنفيذ مخططات إجرامية تهدف إلى نشر الفوضى والإخلال بالأمن". وقال البيان إن "الأجهزة الأمنية المختصة ترصد التوجهات الإجرامية للتنظيم الضال المتمركز في خارج السعودية، ومحاولاته المستمرة لإيجاد موطئ قدم لعناصرهم داخل الوطن واستغلال مواسم الحج والعمرة في ذلك، ونشر أفكارهم التكفيرية والتغرير بحديثي السن وتحريضهم على الخروج إلى مواطن الفتنة والاقتتال بدعاوى مضللّة". كما كشف البيان أن الأجهزة الأمنية رصدت "أنشطة لجمع الأموال بهدف تمويل الأنشطة الإجرامية في الداخل والخارج، بالإضافة إلى استقطاب عناصر لتنفيذ مخططاتهم تلك التي تستهدف أمن السعودية، دون مراعاة لحرمة دم المسلم أو المستأمن وحرمة البلد الحرام وموسم حج بيت الله الحرام". وقال البيان إنه "من خلال متابعة ما يبث من دعايات للفكر الضال على الشبكة العنكبوتية، فقد تم بحمد الله القبض على مستخدم المعرفات (قاتل، أنور، المحب بالله، أبوريان)، كما تم القبض على مستخدم المعرفات التالية (الأسد المهاجر، الغريبة، بنت نجد الحبيبة، النجم الساطع) التي اتضح أنها تعود لامرأة وقد جرى بعد معالجة أمرها وتسليمها لذويها". 7