تُعرف أيضا باسم «حركة المقاومة الشعبية» في وقت اتهم فيه المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي «العدو الخارجي» بأنه يقف وراء برامج ومخططات لعزل الشعب عن الدولة، قال مسؤول في الحكومة الإيرانية ل«الشرق الأوسط» أمس إن طهران تحقق في مزاعم عن احتجاز مناوئين لها لستة ضباط من الاستخبارات الإيرانية في منطقة بلوشستان قرب حدود إيران مع باكستان، وأضاف تعليقا على بيان أصدرته حركة «جند الله» الليلة قبل الماضية عن تنفيذها عملية هجومية ضد القوات الحكومية و«أسرها ستة من ضباط القوة الجوية الإيرانية في بلوشستان»، أن «هذه المزاعم لم يتم التأكد منها بعد». وتنشط حركة «جند الله» السنية الإيرانية المسلحة التي تعرف أيضا باسم «حركة المقاومة الشعبية» في شرق إيران، وتطالب بالحرية وبحقوق وحريات الشعب البلوشي في بلوشستان التي تقول الحركة إنه تم «احتلالها من الدولة الفارسية (إيران) قبل نحو ثمانين عاما». ونفذت الحركة في السنوات الأخيرة عدة عمليات، وتقول مصادرها إنها تضم نحو ألف مقاتل، لكن المسؤول الإيراني قلل من حجم الحركة قائلا إنها «تنظيم إرهابي صغير على علاقة بتنظيم القاعدة»، و«تحركها الصهيونية لضرب الدولة الإيرانية بسبب برنامجها النووي». وأبلغ مسؤول في حركة «جند الله» في وقت سابق من الليلة قبل الماضية «الشرق الأوسط» بأن الحركة «نفذت هجوما فجر يوم أول من أمس الخميس على طريق (إيرانشهر – جابهار) ضد القوات الإيرانية مما أدى لمقتل عدد من أفراد القوات الإيرانية وأسر ستة من ضباط الاستخبارات». وقال بيان أصدرته حركة «جند الله» وتلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه إن «الضباط المأسورين» من ذوي الرتب العالية التابعين لقاعدة كنارك الجوية في إقليم بلوشستان، مشيرا إلى أنه لم يكن هناك أي ضحايا بين منفذي العملية. وقالت «جند الله» إنها سوف تقوم ب«عرض عملية أسر هؤلاء الضباط عبر القنوات الفضائية العالمية». وحددت الحركة عدة مطالب لها قائلة إنها تطالب «نظام ولاية الفقيه (السلطات الإيرانية) بضرورة إطلاق سراح أعضاء حركة (جند الله) المعتقلين لديه، وفي حال عدم قيامه بتنفيذ ذلك فإن الحركة سوف تقوم بتشكيل محكمة صحراوية لضباطه المعتقلين لديها وسوف ينفذ فيهم حكم الإعدام رميا بالرصاص، وعلى عوائل هؤلاء الضباط ونظام الملالي أن ينتظروا مشاهدة فيلم إعدام هؤلاء الضباط من خلال القنوات التلفزيونية». ومضى بيان الحركة يقول إن «نظام ولاية الفقيه يعتقل العشرات من أعضاء حركة المقاومة بصورة غير شرعية ولم يقدموا لأي محاكمة عادلة لحد الآن ويتعرض هؤلاء المعتقلون لأشد أساليب التعذيب الجسدي والنفسي». وشددت «جند الله» على أن «الطريق الوحيد لإطلاق سراح الضباط الذين جرى اعتقالهم هو الإفراج من دون قيد أو شرط عن أعضاء حركة المقاومة الأسرى في سجون نظام ولاية الفقيه»، محذرة «جميع عناصر قوات الأمن والأجهزة الاستخباراتية والسياسية التابعة لنظام طهران» بتنفيذ عمليات ضدهم وأن يسارعوا بترك أراضي بلوشستان. وقالت: «في حال عدم تنفيذ ذلك، فإن أيدي المقاومين البلوشستانيين سوف تقطع أعناقهم واحدا تلو الآخر». وكانت السلطات الإيرانية قد أعدمت في وقت سابق من العام الحالي زعيم حركة «جند الله» عبد الملك ريغي. وتنشط في معظم الأقاليم الحدودية الإيرانية حركات معارضة سياسية لبعضها أجنحة مسلحة وتقوم بين وقت وآخر بتنفيذ عمليات ضد السلطات الإيرانية، متهمة نظام الحكم في طهران، الذي جاء مع ثورة الإمام الخميني الإسلامية عام 1979، بالفشل في التعامل مع الأعراق والقوميات والمذاهب التي تتكون منها الدولة الإيرانية، ومن بينها البلوش والعرب والتركمان والأكراد. وأفادت مواقع إخبارية لأهل السنة في محافظة كردستان شمال غربي إيران أن السلطات الأمنية الإيرانية اعتقلت قبل أيام عالم دين سنيا يدعى الشيخ ملا محسن الحسيني إمام وخطيب الجمعة لأهل السنة في مدينة «كامياران» في محافظة كردستان الإيرانية. وقالت وكالة «هرانا» المعنية بحقوق الإنسان في إيران، ومصادر محلية أخرى، إن الحسيني تم نقله إلى مكان مجهول، بعد توقيفه، مرجحة أن يكون السبب يرجع لاتهام الشيخ لمن سماهم «الطائفيين المنتمين إلى الدولة» ب«إفساد جميع المساعي المبذولة في سبيل الوحدة والتقارب (بين القوميات والمذاهب الإيرانية)»، مشيرة إلى أن الحسيني انتقد في وقت سابق من هذا الشهر «الفقر والحرمان والتمييز الطائفي في المناطق التي يقطنها الأكراد شمال غربي إيران». وكان المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي اتهم الخميس من وصفه ب«العدو» بأنه يقف وراء برامج ومخططات لعزل الشعب عن الدولة وزعزعة المعتقدات الدينية للناس لا سيما الشبان. وأضاف خامنئي لدى استقباله رئيس وأعضاء مجلس خبراء القيادة في البلاد تحليلا للظروف الدولية والداخلية، أن «العمل على الإبقاء على نشاط المعارضين الداخليين واستخدام كل الوسائل والإمكانات الإعلامية والسياسية والثقافية والاقتصادية، يعد من مظاهر التحرك الواسع لجبهة الاستكبار ضد الدولة الإسلامية». وحسب موقع «عصر إيران» على الإنترنت، قال خامنئي إن مخططات العدو تهدف لإفقاد الشعب الثقة بمسؤولي الدولة خلال الثلاثين سنة الأخيرة، أي منذ الثورة الإسلامية (الإيرانية) حتى الآن، مشددا على أنه «يجب أن لا يفقد الشعب ثقته بالحكومة وسائر السلطات بسبب أداء ما في موقع ما.. إن الموضوعات التي يطرحها بعض الأشخاص مغايرة للحق، وهذا هو الشيء الذي يصبو إليه العدو». [1]