أجواء روحانية مفعمة بالأمن والإيمان والراحة والاستقرار شهد أكثر من مليونين و500 ألف معتمر أمس ليلة ال27 بالحرم المكي الشريف، وسط أجواء إيمانية عابقة بالذكر والدعاء وسؤال الله المغفرة والعتق من النار. وامتدت جموع المصلين مئات الأمتار خارج الحرم المكي، حيث استنفرت الجهات الحكومية كل إمكاناتها لخدمة المصلين. وأكد مساعد مدير الأمن العام اللواء ناصر العرفج، في تصريح صحفي أمس نجاح خطط الجهات الأمنية التي أعدت مسبقا للحفاظ على النواحي الأمنية في ظل الكثافة البشرية الكبيرة، وتنظيم حركة الحشود البشرية في الحرم الشريف والساحات من خلال 4 قطاعات أمنية، حيث تولت قيادة قوة أمن الحرم تنظيم حركة الحشود ومنع الصلاة في الممرات مستعينة بالتجهيزات والتقنيات في مركز القيادة والسيطرة، وتولت قوات الطوارئ تنظيم حركة الحشود في الساحات الجنوبية، فيما تولت قوة الحج والعمرة تنظيم الساحات الشرقية، وتولى طلبة مدن تدريب الأمن العام إدارة الحشود في الساحات الغربيةوالشرقية، كما تولى رجال المرور تنظيم حركة المركبات لتسهيل عملية الوصول إلى الحرم الشريف والخروج منه، مؤكدا أن الأوضاع الأمنية ممتازة ولله الحمد. وأشار مدير شرطة العاصمة المقدسة العميد إبراهيم الحمزي في تصريح مماثل، إلى تفويج أكثر من 100 ألف مصل في صلاتي التراويح والتهجد في انسيابية كاملة، وحققت خطط التفويج من خلال الحواجز البشرية التي تم إيجادها على مراحل لتخفيف الكثافة البشرية والحد من التدافع عند صعود الحافلات، مؤكداً أن رجال الأمن بذلوا جهودا كبيرة في تنظيم حركة الصعود إلى الحافلات حتى تحقق النجاح المنشود. كما احتشد مئات المصلين من المواطنين والمقيمين والزوار بالمسجد النبوي الشريف أمس حيث بدا المشهد مهيبا في ساحات وأروقة المسجد، وارتفع الدعاء تحريا لليلة القدر لما فيها من الثواب والأجر. واكتظ المسجد النبوي الشريف في كل جزء منه بالمصلين الذين جاؤوا من كل مكان في سبيل الحصول على ثواب هذه الليلة المباركة. وتواجد في الصفوف الأولى من المسجد النبوي جموع من المعتكفين طيلة السبعة أيام الماضية حيث تناوب على إمامتهم كل من شيخ الأئمة الدكتور علي الحذيفي والشيخ حسين آل الشيخ والدكتور صلاح البدير والدكتور عبدالمحسن القاسم والدكتور عبدالباري الثبيتي والدكتور خالد الغامدي، وتفرغ كل إمام بإمامة واحد من الفروض الخمسة باستثناء الدكتور خالد الغامدي الذي حل ضيفا على الأئمة لإمامة صلاة التراويح والقيام فقط. وهيأت القطاعات الحكومية بالمدينةالمنورة طاقاتها وإمكاناتها لتوفير الخدمات للزوار، وخصصت الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي الشريف عددا من الأبواب للمعتكفين من بينها باب العقيق, وعمر بن الخطاب, والملك عبدالعزيز . أمانة المنطقة من جهتها أعدت خطة للعشر الأواخر من شهر رمضان من خلال البلديات الفرعية الموزعة على مختلف أحياء المدينةالمنورة خاصة بلدية الحرم التي ركزت على أعمال النظافة وصحة البيئة. وكثفت الشرطة الدوريات الأمنية لتحقيق الأمن خلال الشهر الفضيل, وجهزت المواقف الخاصة بالسيارات , ونظمت الطرقات والشوارع التي تؤدي إلى المسجد النبوي الشريف للتأكد من انسيابية وسهولة الحركة.